للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان سببُ إقبالِه على الله تعالى ما قرأتُه على شيخنا الموفَّق في كتاب "التَّوابين" قال: مَرّ ابن مسعود بالكوفة (١)، وإذا بشباب مُجتمعين يشربون، ومعهم زاذان يَضرب بالعود، ويغنِّي بصوتٍ حَسَن، فسمعه ابن مسعود فقال: ما أحسن هذا الصَّوتَ لو كان بكتاب الله، وسمعه زاذان، فقام وضرب بالعود الأرض فكسوه، ثم جعل منديله في عُنقه، وأدرك ابنَ مسعود وهو يبكي، فاعتنقه ابنُ مسعود، وجعلا يبكيان، وابن مسعود يقول: كيف لا أحبُّ مَن قد أحبَّه الله تعالى، ثم تاب وحَسُنَت توبتُه، ولزم ابنَ مسعود حتى صار إمامًا في العلم (٢).

وقال أبو أحمد بن عدي: تاب زاذان على يد ابن مسعود، وسمع منه (٣).

ذكر وفاته:

قال خليفة: مات زاذان وأبو وائل في سنة اثنتين وثمانين.

وقال جدِّي في "الصَّفوة": تُوفّي زاذان بالكوفة أيام الحجّاج، بعد الجَماجم (٤).

أسند زاذان عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عمر، والبراء بن عازب، وسلمان الفارسي، وجرير بن عبد الله البَجَليّ، وأبي هريرة، وعائشة في آخرين.

وقد تكلَّم فيه أبو عبد الله الحاكم فقال: زاذان ليس بالقوي عندهم.

ووثقه ابن مَعين، والنسائي، وأبو أحمد بن عدي، وابن سعد (٥).

سفيان بن وَهْب

أبو أيمن الخَولانيّ، شهد حجَّةَ الوداع مع النبي ، ووفد عليه، وله أحايث.


(١) في (أ) و (ب) و (خ) و (د): وكان سبب إقباله على الله أن ابن مسعود مر بالكوفة، والمثبت من (ص)، والخبر في التوابين ٢١٤ - ٢١٥.
(٢) بعدها في (أ) و (ب) و (خ) و (د): ومات في سنة اثنتين وثمانين، والمثبت من (ص).
(٣) "الكامل" ١٠٩١.
(٤) "طبقات خليفة "١٥٨، و"صفة الصفوة" ٣/ ٥٩. وانتهت ترجمه زاذان في (ص)، وفيها بعدها ترجمة أعشى همدان.
(٥) انظر "طبقات ابن سعد" ٨/ ٢٩٨، و"تاريخ دمشق" ٦/ ٣١٨ وما بعدها، و"المنتظم" ٦/ ٢٥١ - ٢٥٢، و"السير" ٤/ ٢٨٠.