للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل في ذكر البيت المعمور]

وما ورد فيه من النَّص والحديث المشهور (١)

قال الله تعالى ﴿وَالْبَيتِ الْمَعْمُورِ (٤)[الطور: ٤].

روى عطاء عن ابن عباس أنه قال: [اسمه] الضُّراح.

وقد ضبطه الجوهري فقال: والضراح -بضمِّ الضاد المعجمة والحاء المهملة- بيت في السَّماء (٢)، وهو البيت المعمور، عن ابن عباس (٣).

واختلفوا في أيِّ سماء هو على أقوال:

أحدها: في السماء الدنيا، وهو قول ابن عباس ومجاهد والربيع، واحتجوا بحديث عائشة.

قال أبو إسحاق الثعلبي بإسناده عن أبي الزبير عن عائشة: أن النبي قدمَ مكَّة فأرادَتْ عائشةُ أن تدخل البيتَ -يعني ليلًا- فقال لها بنو شيبة: إنَّ أحدًا لا يدخله ليلًا ولكن نُخليه لكِ نهارًا، فشكَت إلى رسول الله فقال: "إنَّه ليسَ لأحَدٍ أن يدخُلَه ليلًا إنه بحِيال البيتِ المَعْمُور الذي في السَّماء، لو وَقَع حَجرٌ منه لوَقَع على ظهرِ الكعبةِ، وإنَّه يدخله كلَّ يومٍ سبعونَ ألفَ مَلَكٍ لا يعودونَ فيه إلى يوم القيامةِ، ولكنِ انطَلِقي أنتِ وصواحِبك فصَلِّينَ في الحِجْرِ" ففعلت، فأصبحت وهي تقول: قد دخلت البيتَ على رغم من رغم (٤).

وروى عكرمة عن ابن عبّاس عن رسول الله بمعناه، وقال: "حُرمتُه في السَّماءِ


(١) انظر كنز الدرر ١/ ٦٠.
(٢) "الصحاح": (ضرح).
(٣) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٨٨٧٤) من طريق كُريب، عن ابن عباس، وانظر "عمدة القاري" ١٧/ ٢٨.
(٤) أخرجه الثعلبي في تفسيره ٩/ ١٢٤ من طريق هارون بن محمد بن هارون، عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، عن موسى بن إسماعيل، عن سفيان بن نشيط، عن أبي محمد، عن الزبير، به. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ١١٧ - ١١٨، وعزاه لابن مردويه.