للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في ولده قَيْنَان

قالوا: ولما احتضر أَنُوش أوصى إلى ولده قَينَان وأخبره بالسرِّ الذي أودعه فيه، وأم قينان نعمة أخت أبيه أَنُوش، وهي بنت شيث. وولد قينان بعد مضي سبعين سنة من عمر أنوش، ومن عمر آدم ثلاث مئة ونيِّف (١)، وانتقل النُّور إلى قَينَان، فسار بسيرة أبيه ثم مات وله تسعمائة وعشرون سنة (٢).

فصل في ولده مَهلائِيل

ولما احتضر قينان أوصى إلى ولده مَهلائِيل بن قَينَان، وأعلمه بالنُّور الذي انتقل إليه، فسار بالنَّاس سيرة أبيه وعاش ثمان مئة سنة (٣). وقال جدي في "أعمار الأعيان": عاش مَهْلائِيل ثمان مئة وخمسًا وتسعين سنة (٤).

قال أبو حنيفة الدِّينوَري: كثر ولد آدم في زمان مَهْلائِيل، وكان سيِّد ولد آدم في عصره والقائم بأمورهم، فوقع التنازع بين يدي آدم في الأوطان، ففرَّقهم في مهابِّ الرياح الأربع، وخصَّ ولد شيث بأفضل الأرض، فأسكنهم العراق وما والاه.

وفي التوراة: أن مولد مَهْلائِيل بعد أن مضى من عمر آدم ثلاث مئة وخمس وتسعون سنة (٥).

فصل في ذكر يَرذ

بذال معجمة وقيل: بدال مهملة، وهو ابن مَهْلائِيل، أوصى أبوه إليه، وأخبره بالسرِّ المكنون، وانتقال النور إليه وكان حسن السِّيرة، بنى المدن واستخرج المعادن، وهو الذي بنى بابل والسُّوس، وهما أولُ مدينة بنيتا على وجه الأرض من المدن، وملك الأقاليم السَّبعة، وأمر الناس ببناء المساجد، وقتل السِّباع الضَّارية، وذبح البقر والغنم.


(١) أخرجه الطبري في "تاريخه" ١/ ١٦٣.
(٢) انظر "تاريخ اليعقوبي" ١/ ٩، و"مروج الذهب" ١/ ٧٢.
(٣) انظر "مروج الذهب" ١/ ٧٢.
(٤) "أعمار الأعيان" ١٢٦.
(٥) انظر "تاريخ الطبري" ١/ ١٦٤.