للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في دار السلطان بدَير الحُرَمي.

وفيها استتر أبو علي محمد بن عبيد الله الخاقانيُّ؛ لوصول رُقعة له إلى المقتدر يطلب (١) فيها الوزارة، فبعث بها إلى ابن الفرات، واتَّهم ابنُ الفرات عبد الله بن الحسين بن زوران بأنَّه يسعى له في الوزارة، فنفاه إلى الرَّقَّة.

[قال ثابت:] وفي شعبان أُخذ رجل من باب المُحَوَّل يقال له: أبو كثير (٢)، واخر يقال له: أبو شاكر، وآخر يعرف بأبي مسلم، وآخر يعرف بالشمري، وذُكر أنَّهم أصحابُ رجلٍ يُعرف بمحمَّد بن بشر يدَّعي الرّبوبيّة.

وجاءت الرُّوم في ذي القعدة إلى اللاذقية.

وهبَّت ريحٌ صفراءُ حارَّة بحديثة الموصل في ذي الحجَّة فمات لشدة حرِّها جماعة.

وحجَّ بالنَّاس الفضلُ بن عبد الملك الهاشميُّ.

وفيها توفي

[أحمد بن محمد]

ابن مَسْروق، أبو العبَّاس، الصُّوفي، الطُّوسي (٣).

أحدُ مشايخ القوم وأصحاب الكرامات، أقام ببغداد وحدَّث بها.

ذكر طرف من أخباره وكراماته ومجاهداته:

حكى ابن جَهْضَم عنه قال (٤): كانت والدتي تبكي عليَّ يوم الجمعة؛ لأنِّي كنت أنصرف من الجمعة عَليلًا لما أسمعه من الشيوخ، وكنتُ أنظر إلى شيوخي فتكون رؤيتي لهم قوتي من الجمعة إلى الجمعة، وكنتُ ألْبَسُ المُسوح.

[وحكى الخطيب عنه] قال: أردتُ السَّفَر فودَّعتُ والدتي، وخرجتُ فمشيتُ أيامًا،


(١) في (خ): يخطب، والمثبت من تاريخ الإسلام ٦/ ٨٧٣، وهذا الخبر ليس في (ف م ١).
(٢) الذي في المنتظم ١٣/ ١٠٦: أبو كثيرة.
(٣) تاريخ بغداد ٦/ ٢٨٠، وطبقات الصوفية ص ٢٣٧، وحلية الأولياء ١٠/ ٢١٣، والمنتظم ١٣/ ١٠٧، وصفة الصفوة ٤/ ١٢٩، وتاريخ الإسلام ٦/ ٨٩٦، والسير ١٣/ ٤٩٤.
(٤) في (خ): طرف من أخباره قال، والمثبت من (ف م ١).