للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجاءت فاطمة ابنته تبكي حتى دخلت عليه فأخبرته، فقام وتوضأ ودخل المسجد، فأخذ قبضة من تراب فحصبهم، وقال: شاهت الوجوه. فما أصابت رجلًا منهم حصاة إلا قتل يوم بدر كافرًا (١).

وكان أبو إِهاب بن عزيز التميمي قد عزم على الفتك برسول الله ، وعلم به طُلَيب، فضربه بلَحْي جملٍ فشجه، فأُخبرت أمُّه أروى بنت عبد المطلب، فقالت: نِعْمَ ما فعل طُلَيب، محمد ابن خاله. فهو أولى به وأحق من دافع عنه، ثم قالت (٢):

إن طليبًا نَصر ابنَ خالِه

آسَاه في ذي دَمِه ومَالِه

وأسلم طليب في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وهاجر إلى الحبشة، ولما أسلم دخل على أمه أروى، فقال: يا أماه، أسلمت لله رب العالميق، واتبعت محمدًا. فقالت: إن أحق من وازرت وعاضدت ابن خالك، والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لمنعناه وذببنا عنه. فقال لها: ما يمنعك أن تسلمي وتتبعيه، فقد أسلم أخوك حمزة؟ فقالت: أَنْظر ما تصنع أخواتي، أكون واحدة منهن (٣).

ذكر أسامي الذين أظهروا العداوة لرسول الله -:

أبو لهب عمه، أبو جهل، الأسود بن عبد يَغُوث، عُقْبة بن أبي مُعَيط، الحكم بن أبي العاص، الحارث بن قيس بن عدي وهو ابن الغَيْطلة، شيبة وعتبة ابنا ربيعة، أبو سفيان بن حرب، الوليد بن المغيرة، أُبي وأمية ابنا خلف، العاص بن وائل السَّهمي، النَّضْر بن الحارث، العاص بن هشام، وهؤلاء كانوا جيرانه، وكانوا أشد الناس عليه (٤).

وأما من قريش فخلق كثير.


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٧٦٢).
(٢) انظر "أنساب الأشراف" ص ٢٥٧، و"تاريخ ابن عساكر" ٢٥/ ١٤٢.
(٣) انظر "الطبقات الكبرى" ٣/ ١١٤.
(٤) انظر "الطبقات الكبرى" ١/ ١٧٠.