للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السنة الأربعون وثلاث مئة (١)

فيها قصد صاحب عُمان البصرةَ، وساعده أبو يعقوب الهَجَري القِرْمِطي، فسار إليهم أبو محمد المُهَلَّبي في الدَّيلَم والجيوش فاقتتلوا، فهزمهم المُهَلَّبي، وأخذ مراكبَهم، وغَنم أموالهم وعساكرهم، وانهزم صاحبُ عُمان إلى عُمان، والهَجَري إلى هَجَر، وعاد المُهَلَّبي إلى بغداد بالأسارى والمراكب.

وفيها جمع سيف الدولة العساكر من الموصل والجزيرة والشام ومصر والقبائل، ودخل بلاد الروم فأوغل فيها، وجعل على كلِّ مَضيق جُندًا، وقتل وسبى شيئًا كثيرًا، وخرج إلى حلب سالمًا غانمًا، وحج الناس في هذه السنة.

وفيها توفي

عُبيد (٢) الله بن الحسين

ابن دَلَّال (٣) بن دَلْهم، أبو الحسن، الكَرْخي، وهو منسوب إلى كَرْخ جُدَّان، رئيس أصحاب أبي حنيفة (٤).

ولد في سنة ستين ومئتين [واشتغل بالفقه على مذهب أبي حنيفة]، وسكن بغداد، ودَرس بها وبَرَع [، وانتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة، وانتشر أصحابه في البلاد.

وذكره جدي في "المنتظم" فقال:] كان متعبِّدًا كثيرَ الصلاة والصوم، صَبورًا على الفقر، عَفيفًا عمَّا في أيدي الناس، إلا أنَّه كان رأسًا في الاعتزال.

[قلت: هذا قول الخطيب، فإنهم لما أجمعوا على فضله ودينه وزهده وتعبُّده وورعه حار بأيِّ شيءٍ يَعيبه، فرماه بالاعتزال، ثم إنَّ الخطيب قد أثنى عليه فقال:] أصابه


(١) في (م): بعد الثلاث مئة.
(٢) في النسخ: عبد، وهو خطأ، والمثبت من المصادر.
(٣) في (م): بلال، وهو خطأ.
(٤) في (م ت م ١): فصل وفيها توفي أبو الحسن الكرخي رئيس أصحاب أبي حنيفة واسمه عبد الله بن الحسين … والمثبت من (خ)، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد ١٢/ ٧٦، وتكملة الطبري ٣٧٣، والمنتظم ١٤/ ٨٥، وتاريخ الإسلام ٧/ ٧٤٢، والسير ١٥/ ٤٢٦.