ولما مات اشرأب لكتابة معزّ الدولة جماعةٌ، منهم أبو علي الطَّبري وأبو محمد المُهَلَّبي وغيرهما، وبَذَل الطبريُّ مالًا لخزانة معزِّ الدولة، وسَفَرَت له أختُ معز الدولة، فقال: يُحضر المال، فاستقرضه من أخت معز الدولة، فلمَّا حصل في الخزانة عَدَل معزُّ الدولة إلى المُهَلَّبي؛ لأنَّه كان صاحب رأيٍ جَوادًا، وكان الطَّبري أمينًا لا يعرف شيئًا، وكان أولًا نَخَّاسًا يبيع الرَّقيق.
وخلع معزُّ الدولة على المُهَلَّبي، وأحْدَرَه إلى الأهواز، فاستخلف على كتابته ببغداد أبا الحسن علي بن الأنباري، وكان جيشُ ركن الدولة قد اضطرب، فأرسل إليهم عمادُ الدولة بمال، فاتَّفقُوا وزال الشَّغَب (١).