للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقام بعده ولده المسعود، وكان ضد اسمه بخيلًا فاسقًا، حَصَره الكامل بعد ذلك في آمِد، ووجد في قصره خمس مئة امرأة من الحرائر من بنات النَّاس بغير كتاب، وأخذه الكامل إلى مِصْر وأحسن إليه، فكاتَبَ الرُّوم، وسعى في هلاك الكامل، فحبسه في الجُبّ مُدَّة، ثم أطلق، ومضى إلى التتر، وكان معه الجواهرُ العظيمة والأموال، وأخت مستحسنة، فقتلوه، وأخذوا الجميع.

ناصر بن مهدي (١)

وزير الخليفة.

وقد طعنوا في نسبه (٢)، ولما عُزِلَ أمر الخليفةُ الشُّعراءَ أن يغمزوه في أشعارهم، وكان جَبّارًا قاسيًا، وكانت وفاته بدار طاشْتِكِين في جُمادى الأولى، وفُتِحَ له جامع القَصْر، ومشى بين يديه أربابُ الدَّولة بأَسْرهم والحاشية، ودفن بمقابر موسى بن جعفر.

[السنة الثامنة عشرة وست مئة]

فيها توجه المعظَّم عيسى إلى أخيه الأشرف، واجتمعا على حَرَّان، وكتب صاحبُ ماردين ناصر الدِّين إلى الأشرف يسأله أن يُصْعِدَ المعظم إليه، فسأله، فسار إلى ماردين، فتلقَّاه صاحب ماردين في دُنَيْسر، وأصعده إلى القلعة، وخدمه خدمةً عظيمة، وقدَّم له التُّحف والجواهر، واتَّفقا وتحالفا على ما أرادا، وزوَّج المعظم إحدى بناته ناصرَ الدِّين، وزوَّج ابنه بابنته الأخرى، وخَلَعَ على جميعِ أصحابه، وأعطاهم أموالًا، ورجع المعظَّم إلى حَرَّان.

ووصلت الأخبار بوصول التَّتر إلى [كرماشاهان] (٣) قريب بغداد، فانزعج الخليفة، وأمر النَّاس بالقنوت في الصَّلاة، وحَصَّن بغداد، واستخدم العساكر.

وفي جُمادى الآخرة فتحت دمياط.


(١) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٣/ ١٢، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٣٣٣، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٢) كان يدّعي أنَّه شريف علوي.
(٣) ما بين حاصرتين من (ش).