للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقال أبو عبيدة:] لاثنتي عشرة ليلة خلت منه. [قال:] وأول من بايعه عبد الله بن همّام السَّلولي (١).

ذكر صفته:

[قال الواقدي:] كان أسمر طُوالًا جميلًا، في وجهه أثر جدري، وفي أنفه فَطَس، وفي مُقدَّم لحيته شيب يسير، وليس في رأسه منه شيء، وكان جبَّارًا ذا سطوة شديدة، لا يتوقف إذا غضب، لَجوجًا، كثير الأكل والنكاح، مِطلاقًا، فيقال: إنه تزوج ثلاثًا وستين امرأة.

[وقال أبو اليقظان:] لما وَلي فرض للناس الأُعطية، وأعطى الجُذَماء وأغناهم أن يسألوا الناس، وأعطى كلَّ مُقْعَد خادمًا يَخدمه، وكلَّ ضريرٍ قائدًا يقوده، وكان صاحبَ بناء ومصانع، وكان عند أهل الشام عظيمًا حتى سمَّوه أفضلَ الخلائف (٢).

[فصل:] وفيها ولّى الحجاج يزيد بن المُهَلّب على شُرطته (٣).

وحجَّ بالناس هشام بنُ إسماعيل المَخْزومي، فكان الحجاج على العراقَين والمشرق كله، وباشر بالبصرة أيوب بن الحكَم بن أبي عَقيل، وبخراسان قتيبة بن مسلم.

فصل: وفيها توفي

بَشير بن عَقْرَبة الجُهَنيّ

[وكنيته] أبو اليمان.

قال الواقدي: قُتل أبوه عَقربة يوم أُحُد، قال: فلقيني رسول الله وأنا أبكي فقال: يا حبيب، ما يُبكيك؟ قلت: قتل أبي، فقال: أما ترضى أن أكون أنا أبوك، وعائشة أُمُّك، ومسح على رأسي بيده، فكان أثر يده من رأسي أسود وسائره أبيض، وكانت بي رُتَّة، فتفل فيها فانحلّت، وقال لي: ما اسمك؟ قلت: بجير، قال: لا بل بشير.


(١) ما بين معكوفين من (ص). وانظر الطبري ٦/ ٤٢٣.
(٢) يعني الخلفاء، انظر "أنساب الأشراف" ٧/ ١٣.
(٣) في الطبري ٦/ ٤٢٦: وفيها حبس الحجاج يزيدَ بن المهلَّب، وعزل حبيب بن المهلب عن كرمان، وعبد الملك بن المهلب عن شرطته.