للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة التاسعة والتسعون بعد المئتين]

[قال ثابتُ بن سنان: وفيها ظهرت ثلاثةُ كواكب مُذَنَّبة؛ أحدها ظهرَ ليلة الخميس لخمسٍ بقين من شهر رمضان في برج الأسد، والآخرُ ظهرَ ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلةً بقيت من ذي القعدة في المشرق، والثالثُ ظهر ليلة الأربعاء لعشرٍ بقين من ذي القعدة في برج العقرب.

قال: وطلوعُ هذه الكواكب قبل] قبض المقتدر (١) على الوزير أبي الحسن بن الفرات يوم الأربعاء (٢) لأربعٍ خلون من ذي الحجَّة، ووكَّل بداره، وهتك حُرَمَه أقبح هتك، ونُهبت دوره ودور كتَّابِه وأسبابه، وأخذ كلما وجد له ولأهله.

وقيل: ادُّعي عليه أنَّه كَاتَبَ الأعراب بأنْ يكبِسوا بغداد.

ولَمَّا نُهبت دوره، وقعت الفتنةُ ببغداد، ونهب الناس، وكان مؤنس الخازن متولِّي الشرطة [ببغداد]، فركب، وسكَّنَ الناس فلم يسكنوا، ودامَ النهبُ ثلاثةَ أيام، وكان مؤنس يركبُ كلَّ يوم في تسعة آلاف فارس وراجل (٣).

[قال ثابت:] فكانت [مدة] وزارة ابن الفرات هذه الأولى ثلاث سنين وثمانية أشهر وثلاثة عشر يومًا (٤).

[قال:] واستوزرَ المقتدرُ أبا عليّ محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان.


(١) ما بين حاصرتين من (ف) و (م ١). وفي (خ): فيها قبض المقتدر …
(٢) في (ف) و (م ١): الأحد. والتصويب من المنتظم ١٣/ ١٢٣.
(٣) كذا، ووقع في تكملة تاريخ الطبري ص ٢٠١ أنه قُبض على ابن الفرات وهتكت حرمه وخهبت دوره ودور أسبابه، فكان صاحب الشرطة مؤنس الخادم تحت يده تسعة آلاف فارس وراجل، وإذا كز النهب وعظم الخطب يركب، فيسكن المنتهبون عند ركوبه، ويعودون إلى النهب عند نزوله، ودام ذلك ثلاثة أيام بلياليها. وانظر الكامل ٦/ ٦٣.
(٤) كذا في النسخ والكامل ٦/ ٢٩٩، وفي أوراق الصولي (ما لم ينشر) ص ٨٢، وصلة عريب ص ٣٩: واثني عشر يومًا.