للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها توفي]

[محمد بن إسحاق]

ابن إبراهيم بن العَنْبَس، الصَّيمري (١)، الشاعر.

كان أديبًا، قدم بغداد، ونادم المتوكل.

وأنشد الخطيب مُقَطّعات من شعره (٢): [من الخفيف]

كم مريضٍ قد عاش مِن بعد يأسٍ … بعد موت الطَّبيبِ والعُوَّادِ

قد يُصادُ القَطا فينجو سَليمًا … ويَحُلُّ القضاءُ بالصَّيَّادِ

وكانت وفاته ببغداد، وحُمل إلى الكوفة فدُفن بها [والله تعالى أعلم].

المُنْذر بن محمد

ابن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام، أبو الحكم، الأموي، والي الأندلس.

ولي سنة ثلاث وسبعين، فأقام واليًا سنتين، وأمُّه أمُّ ولد يقال لها: أثْل، وهو السادس لصُلب عبد الرَّحمن الدَّاخل، وولي بعده أخوه عبد الله بن محمد، بويع يوم مات أخوه المنذر في صفر، فأقام إلى سنة ثلاث مئة واليًا على الأندلس خمسًا وعشرين سنة.

وكانت وفاة المنذر يوم السَّبت لثلاث عشرة بقين من صفر، وهو ابن ستٍّ وأربعين سنة في غَزاةٍ له، وكان أشدَّ الأيِّدِين (٣) شَكيمةً، وأمضاهم عَزيمةً، لما ولي بعث إليه أهلُ طُليطلة بالأموال والتُّحف والهدايا والجبايات عن خراج رؤوسهم، فردَّها عليهم وقال: أتُمِدُّونني بمال؟! لا حاجةَ لي فيه، ولابدَّ من حربكم، وفتوحِ بلدكم، واستعدَّ لهم استعدادًا لم يستعدَّه غيره، فأدركه أجلُه (٤).


(١) في (ب): الصميري، وفي (خ): الطميري، وفي (ف): الظهيري، والمثبت من "تاريخ بغداد" ٢/ ٤١، و"المنتظم"١٢/ ٢٧١.
(٢) في (خ) و (ف): ونادم المتوكل ومن شعره، والمثبت من (ب) وجاء بعدها فيها: ومن شعر ابن أبي العنبس، والشعر في "تاريخ بغداد" ٢/ ٤٢، و"المنتظم" ١٢/ ٢٧٢.
(٣) في (خ) و (ف): الايين، وفي العقد ٤/ ٤٩٦: وكان أشد الناس عزيمة، ولعل المثبت هو الصواب، ومعنى الأيدين: الأقوياء الأشداء، فيكون أشدهم شكيمة، أو تكون الكلمة محرفة عن الأمويين، والله أعلم.
(٤) "جذوة المقتبس" ١١ - ١٢، و"تاريخ الإسلام" ٦/ ٦٣١، و"تاريخ علماء الأندلس" ٦، و "بغية الملتمس" ١٦.