للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّنة التَّاسعة والسَّبعون بعد المئتين

فيها لثمانٍ بقين من المحرَّم خُلع جعفر المفوّض من العهد من بعد المعتمد، وبويع المعتضد [بالله] بأنَّه وليُّ العهد بعد المعتمد، وخُطب يوم الجمعة على المنابر بذلك، وأنشئت الكتب عن المعتضد إلى الآفاق، وأنَّه قد فُوِّض إليه ما كان إلى الموفَّق أبيه من الأمر والنَّهي، والولاية والعزل، وأمر المعتضد أن لا يَقعد على الطَّريق ببغداد ولا في المسجد الجامع قاصٌّ، ولا صاحبُ نجوم وزجر، وحُلِّف الورَّاقون لا يبيعوا كتب الفلاسفة والجدل ونحو ذلك، وحمل المعتضد إلى المعتمد مئتي ألف درهم، وثيابًا وطِيبًا، وإلى ابنه المفوَّض مئة ألف درهم وثيابًا وطيبًا، فطابت نفوسهما. [وهذا يدلُّ على أنَّ المعتمد كان محجورًا عليه، وأنَّ أخاه الموفَّق فعل به ذلك].

وفيها توفِّي المعتمد وولي المعتضد [بالله] (١).

الباب السَّادس عشر في خلافة المُعْتَضِد بالله

واسمه أحمد بن طلحة بنِ المتوكِّل، [وكنيته] أبو العبَّاس، [وقال الصُّولي:] وأمُّه أمُّ ولد يقال لها: خزر [وقال الخطيب (٢): اسمها] ضرار، وقيل: خفير، توفِّيت قبل خلافته بيسير، وكانت وَصيفةً لخديجة بنت محمد بن إبراهيم بن مصعب، فاشتراها بعض القوَّاد، فأهداها إلى المتوكِّل، فوهبها لجاريته [واسمها:] إسحاق أمّ الموفّق، فوهبتها [إسحاقُ] لابنها الموفَّق، فحملت بأبي العبَّاس.

ولد بسُرَّ من رأى في سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين ومئتين.

[ذكر صفته:]

كان أسمر، نحيفَ البدن، مُعْتَدِلَ الخَلْق، قد وَخَطَه الشَّيب في مقدَّم لحيته، وكان في رأسه شامةٌ بيضاء، وكان يَخضِبُ بالسَّواد، [وكان] نقشُ خاتَمه: أحمد يؤمن بالله الواحد.


(١) "تاريخ الطبري" ١٠/ ٢٨ - ٢٩، و"الكامل" ٧/ ٤٥٢ - ٤٥٥.
(٢) في "تاريخه" ٦/ ٧٩. وما بين معكوفين من (ب).