من الطبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة، وقيل: كنيته أبو خالد.
وحكى ابن سعد أنه حبشي بِجاوي من بِجاية، وقال غير ابن سعد: هو من اليمن، وقيل: من سَبْي عين التَّمر، سباه خالد بن الوليد، فاشتراه عمر سنة إحدى عشرة لما بعثه أبو بكر على الحج، رآه بذي المجاز يُباع.
وحكى ابن سعد، عن الواقدي، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: اشتراني عمر بن الخطاب سنة اثنتي عشرة، وهي السنة التي قُدم فيها بالأشعث بن قيس أسيرًا، وأنا أنظر إليه في الحديد يكلم أبا بكر الصديق ﵁، وأبو بكر يقول له: فعلتَ وفعلتَ، حتى كان آخر ذلك أسمع الأشعث بن قيس يقول: يا خليفة رسول الله، استَبْقِني لحرب عدوّك، وزوجني أختَك، ففعل أبو بكر، ومَنَّ عليه، وزوَّجه أخته أمَّ فَروة بنتا أبي قُحافة، فوَلَدت له محمد بن الأشعث.
وقال الهيثم: كان عبد الله يُعظِّمه ويَعرف حُرمته، وشهد أسلم خطبة عمر بالجابية.
وقال ابن سعد: مات أسلم في خلافة عبد الملك بن مروان بالمدينة، ولم يُعيّن له وقتًا.
وقال ابن عساكر، عن أبي عبيد القاسم بن سلام: مات أسلم سنة ثمانين، وله مئة وأربع عشرة سنة، ولم يتغيّر منه شيء.
أسند أسلم عن الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم، وعن أبي عبيدة، ومعاذ، وابن عمر، وحفصة بنت عمر، وأبي هريرة.
وأسلم هو الذي روى أنه رأى أبا بكر الصديق ﵁ آخذًا بطَرف لسانه، وهو يقول: هذا أوردني الموارد (١).
(١) "طبقات ابن سعد" ٧/ ١١، و"تاريخ دمشق" ٢/ ٨٠٩ (مخطوط)، و"السير" ٤/ ٩٨. وهذا سياق (ص) و (م)، وأما سائر النسخ فمختصرة. وما بعد هذه التراجم إلى ترجمة زيد بن وهب ليس في (ص) و (م).