للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تراءَتْ لنا بين فَرْعِ الأَراكِ … وبين العِشاءِ وبين الأُصُلْ (١)

أسند خالد الحديث عن دِحْيَة بن خَليفة الكَلبيّ، وأبي أُمامة البَاهِليّ، وروى عنه رجاء بن حَيوة، والزُّهري.

وكان أهل الشَّام قد عزموا على بيعته بعد أخيه معاوية، فاستصغروه، فولَّوا مروان بن الحكم، وأخذوا عليه العهود، واستوثقوا منه بالأيمان على أن يجعله وليَّ عهده، فغدر به مروان، وخلعه وبايع لابنيه عبد الملك وعبد العزيز [وقد ذكرناه.

فصل: وفيها تُوفِّي]

أبو العالية الرِّياحيّ

واسمُه رُفَيع بن مِهران، وإنما قيل له: الرِّياحي لأن امرأة من بني رِياح بن يَربوع [أعتقته.

وذكر الواقديّ أن امرأة من بني رياح] اشترته، ودخلت به المسجد يوم الجمعة والإمام على المنبر، فقبضت على يده وقالت: اللهمَّ إنِّي أَذْخَرُه عندك ذَخِيرة، أَشهدوا يَا أهل المسجد أنَّه سائبةٌ لله، لا سبيلَ لأحدِ عليه، قال: فتركتْني وذهبت، فما تراءينا بعد ذلك.

[وذكر ابن سعد بمعناه، وذكره في] الطَّبقة الأولى من التابعين من أهل البصرة، [وحكى عنه أنَّه] قال: ما مَسِسْتُ ذكري بيميني منذ سبعين سنة.

[قال: وقال أبو العالية:] لو مَرَرْتُ بصرَّافٍ وعَشَّارٍ ما شربتُ من مائه.

[قال:] وأوصى بثلث ماله في سبيل الله، وبثلثه في أهل رسول الله ، وبثلثه في فقراء المسلمين، فقيل له: فأين مواليك، فقال: أنا سائبة، والسَّائبة يضع نفسه حيث شاء.

وكان إذا دخل على ابن عباس بالبصرة أجلسه معه على سريره، قال: وكان قميصه وعمامته ووداؤه بخمسة عشر درهمًا، وكان يشتري الكِرباسة (٢) بخمسة دراهم، فيقطعها ثلاثة.


(١) نسب البيتان إلى النميري وأبي شَجرة السُّلَمي وعمر بن أبي ربيعة، انظر "الأغاني" ٦/ ٢٠٦ - ٢٠٧، و"تاريخ دمشق" ٥٤/ ٨٤ والمصادر فيه، والأول في "الكامل" ١١٩٣، و"العقد الفريد" ٤/ ٤١٣ دون نسبة.
(٢) ثوب غليظ من القطن، ومن قوله: قال وكان قميصه … إلى نهاية الترجمة أثبت سياق (ص) لتمامه ووضوحه.