للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها توفي]

[عمرو بن عثمان]

أبو عبد الله، المكِّي.

سكن بغداد، وكان شيخَ القوم في وقته، [وله الكلام الحسن،] صحب الجنيدَ وأبا عبد الله النِّباجيَّ وأبا سعيد الخراز وغيرَهم.

ذكر المختار من كلامه:

حكى أبو عبد الرَّحمن السلمي عنه أنه قال:

المروءة (١) التغافل عن زَلَل الإخوان.

وقال: العلم قائدٌ، والخوفُ سائقٌ، والنَّفس حَرُونٌ بين ذلك، خدَّاعة روَّاغة، فاحذرها وراعِها بسياسة العِلْم، وسُقْها بتهديد الخوف، يتمُّ لك ما تريد.

[وحكى عنه في "المناقب" (٢) أنَّه] قال: كلُّ ما يتوهَّمه قلبُك، أو يَسْنَح في مجاري فكرك، أو يخطر في معارضات سِرِّك من نورٍ أو بهاءٍ، أو أُنْسٍ أو ضياءٍ، أو شبح أو خيال، فالله تعالى بعيدٌ من ذلك، ألم تسمع إلى قوله تعالى: ﴿لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ﴾ الآية [الشورى: ١١].

وقال: واغمَّاه من عَهْد لم تَقُم له بوفاء، ومِن خَلْوةٍ لم تُصحَب بحياء، ومن مسائلَ ما الجوابُ عنها غدًا، ومن أيامٍ تَفْنى ويبقى ما كان فيها أبدًا.

وحكى عنه [في "المناقب" (٣) أيضًا] أنَّه رأى الحسينَ الحلَّاج يومًا يكتب شيئًا، فقال له: ما تصنع؟ فقال: أعارض القرآن، فدعا عليه وهَجَره، قال الشيوخ: فالذي حلَّ بالحلَّاج إنَّما كان بدعاء عمرو عليه.


(١) في (خ): وأبا سعيد الخراز وغيرهم ومن كلامه المروءة، والمثبت من (ف م ١) وما يأتي بين معكوفين منهما، وانظر طبقات الصوفية ص ٢٠٠، وتاريخ بغداد ١٤/ ١٣٦، ومناقب الأبرار ١/ ٣٨١، والمنتظم ١٣/ ٩٧، وتاريخ الإسلام ٦/ ٩٩٠.
(٢) ١/ ٣٨٢.
(٣) ١/ ٣٨٤.