للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الرابعة والثمانون بعد المئتين]

فيها في يوم الخميس لأربعٍ خَلَونَ من المحرَّم قدم رسول عمرو بن اللَّيث على المعتضد برأس رافع بن هَرْثَمة، فخلع على الرَّسول، ونصب الرأسَ في جانبَي بغداد، ثمَّ رُدَ إلى دار الخلافة.

وفي (١) صفر أوقع عيسى النُّوشَري ببَكْر بن عبد العزيز بن أبي دُلَف في حدود أصبهان، فهزمه النُّوشري، وقتل رجاله، واستباح عسكَرَه، وهرب في نفر يسير.

وفي ربيع الأوَّل قلَّد المعتضد أبا عمر محمد بن يوسف (٢) القضاء على مدينة المنصور مكان ابن أبي الشَّوارب، وخلع عليه.

وفيها أُخذ خادمٌ نصرانيٍّ لطبيب نصرانيٍّ اسمه غالب -طبيب السُّلطان- وشهدوا على الخادم أنَّه شتم النبيَّ ﵊، فحُبس، ثمَّ اجتمع العامَّة وجاؤوا إلى دار القاسم بن عبيد الله الوزير، وطالبوه بإقامة الحدِّ عليه، وأسمعوه ما يكره، فهرب منهم، ومَضَوا إلى قصر الخلافة، وبلغ المعتضد فأدخل إليه منهم جماعةً، وسألهم عن الخَبر، وأرسل معهم رسولًا إلى القاضي، وأمره أن يَنْظُر في القَضيَّة، فجاؤوا إلى القاضي، وكانت البيِّنةُ قد قامت عنده، فوعدهم بإقامة الحدِّ، فشَغَبوا وهجموا عليه، فهرب أعوانُه، وقام فدخل بيته، وأغلق بابه، وأرسل إليه الوزير بدفع القضيَّة، فدفعها، فقال ابن بسَّام: [من السريع]

عنايةُ القاسمِ بالخادم … دلَّت على دِينِ أبي القاسمِ

لو يَكُنِ المَشْتومُ عيسى لما … رضي بغير القَتْلِ للشَّاتمِ

أراد بأبي القاسم القاضي.

وفي ربيع الآخر ظهرت بمصر ظُلْمَة وحُمْرَة في السَّماء شديدة، حتَّى كان الرَّجل


(١) الأخبار الثلاثة الآتية ليست في (ف) و (م ١).
(٢) في تاريخ الطبري ١٠/ ٥١، والكامل ٧/ ٤٨٤: يوسف بن يعقوب، والمثبت موافق للمنتظم ١٢/ ٣٧٠، وتاريخ الإسلام ٦/ ٦٥٤.