للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعترضوا الناس يقتلونهم.

حديث عبد الله بن خبَّاب

قد ذكر قصَّته أحمد في "المسند" وابن إسحاق والواقدي وهشام وغيرهم، قال: حدثنا أحمد بإسناده، عن حُميد بن هلال، عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم، قال: دخلوا قريةً، فخرج عبد الله بن خَبّاب بن الأرتّ ذَعِرًا يجرُّ رِداءه، فقالوا: لا تُرَعْ، فقال: والله لقد رُعْتُموني، قالوا: إنك عبد الله بن خَبَّاب بن الأرتّ صاحب رسول الله ؟ قال: نعم، قالوا: فهل سمعتَ من أبيك حديثًا يُحدِّث به عن رسول الله ؟ قال: نعم سمعتُه يُحدّث عن رسول الله أنَّه قال: "تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، فإن أدركتَ ذلك فكن عبدَ الله المقتول". قال أيوب (١): ولا أعلمه إلا قال: "ولا تكن عبدَ الله القاتل"، قالوا: أنتَ سمعت هذا [من أبيك يحدّثه عن] رسول الله ؟ قال: نعم، فقدَّموه إلى ضفّة النهر، فضربوا عُنُقَه، فسال دمه كأنه شِراك نَعْل، وبقروا بطنَ أمِّ ولده عما في بطنها.

وقتلوا ثلاث نسوة من طيئّ، وقتلوا أمَّ سِنان الصَّيداوية، واعترضوا الناس يقتلونهم.

ذكر الرسول الَّذي بعثه إليهم علي -

قال أبو مخنف: وبلغ عليًّا ما فعلوا، فبعث إليهم الحارث بن مُرَّة النَّهْدي (٢)، وقيل الفَقْعَسي، ليأتيهم وينظرَ فيما بلغه عنهم، ويكتبَ إليه به على وجهه، فخرج حتَّى أتى إلى النهر، فلما دنا منهم ليسألهم خرجوا إليه فقتلوه، وبلغ الخبر أمير المؤمنين والناس، فقام الناس إليه وقالوا: علام تَدع هؤلاء يَخلُفوننا في عيالنا وأموالنا، سِرْ بنا إليهم، فإذا فرغنا منهم سِرْ بنا إلى عدوِّنا من أهل الشام.

قال: وقام إليه الأشعث بن قيس الكندي، فكلَّمه بمثل ذلك، وكان الناس يَرون أن


(١) وهو شيخ حميد بن هلال. والخبر في المسند (٢١٠٦٤) وما سيرد بين معكوفين منه.
(٢) كذا، والذي في المصادر: العبدي، انظر تاريخ الطبري ٥/ ٨٢، ووقعة صفين ٢٠٥، وأنساب الأشراف ٢/ ٢٦٢، ومروج الذهب ٤/ ٤١١، والمنتظم ٥/ ١٣٣.