للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد [بن حنبل] يعظِّمه ويحترمه، وكانت وفاته في ربيع الأوَّل ببغداد، ودُفن بمَقْبرة باب حَرْب، وقيل: بباب التِّبن.

حدَّث عن الإِمام أحمد رحمة الله عليه وغيره، وروى عنه [ابن] صاعد وغيره، [قال الخطيب:] وكتب إلى الحميديِّ والحميديُّ بمكة (١).

ومن شعره: [من الطويل]

ضَعُفْتُ ومَن جاز الثَّمانين يضعُفُ … ويُنكَرُ منه كلُّ ما كان يُعرَفُ

وَيمشي رُويدًا كالأسير مُقَيَّدًا … تَدانى خُطاه في الحديد ويرسُفُ (٢)

ثابت بن قُرَّة

أبو الحسن، المُهَنْدِس.

صاحب الكُتُب الحسان في الفلسفة والهندسة والطّبِّ وغيرها، ولد سنة إحدى وعشرين ومئتين، وكان فاضلًا، مُتقنًا في جميع العلوم، وهو جدُّ ثابت بن سِنان بن ثابت بن قُرَّة صاحب "التاريخ".

ورثاه ابن المُنَجِّم النَّديم فقال: [من الطويل]

ألا كلُّ شي ما خلا اللهَ مائتُ … ومَنْ يغتربْ يومًا ومَن مات فائتُ

أرى مَن مضى عنَّا وخيَّم عندنا … كسَفْرٍ ثَوَوْا أرضًا فسارٍ وبائتُ

نَعَيْنا العلومَ الفَلسفيَّاتِ كلَّها … عداها التماعُ النُّورِ مُذْ مات ثابتُ

وأصبح أهلوها حَيارى لفَقْدِه … وزال به رُكْنٌ من العلم ثابتُ

وكانوا إذا ضَلُّوا هَداهم لنَهْجِها … خَبيرٌ بفَصْلِ الحُكم للحقِّ ناكتُ

ولمَّا أتاه الموتُ لم يُغْنِ طِبُّه … ولا ناطِقٌ ممَّا حواه وصامِتُ

فلو أنه يُسْطاع للموتِ مَدْفَعٌ … لدافعَه عنه حُماةٌ مَصالِتُ

ثِقات من الإخوان يُصْفون وُدَّه … وليس لما يَقضي به الله لافِتُ

أبا حَسَنٍ لا تَبْعَدنَّ فكلُّنا … لهُلْكِكَ مَفْجوعٌ له الحُزْنُ كابِتُ


(١) تاريخ بغداد ٧/ ٥٧٠، والمنتظم ١٢/ ٤١٧، وتاريخ الإِسلام ٦/ ٧٢٤.
(٢) بعدها في (ف م ١): انتهت ترجمته والحمد لله وحده، وفيها توفي العباس بن حمزة.