للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما قربوا من بِيكَنْد؛ جاءهم خاقانُ في جيوشه، واقتتلوا، فظهرَ عليهم خاقان، ثم أنزل الله نصرَه على المسلمين، فهزموا العدوَّ، وأسروا ابنَ أخي خاقان، فبعث به الجُنيد إلى هشام، ثم عاد الجُنيد إلى مروٍ سالمًا غانمًا (١).

وكان نَصْرُ بن سيَّار على بَلْخ، فعزله الجُنيد، وولَّى على الثغور جماعةً من الأعيان (٢).

وفيها غزا معاوية بنُ هشام الصائفة، ووغلَ في بلد الروم، وغزا أيضًا أخوه سعيد بن هشام، فوصل إلى قيسارية.

وولَّى هشامٌ الجرَّاحَ بنَ عبد الله الحَكَميَّ على أرمينية (٣).

وحجَّ بالناس إبراهيم بن هشام وهو على ولايته، وعلى العراق خالد القَسْريّ، وعلى خُراسان الجُنيد (٤).

وفيها توفّي

[جرير [الشاعر]

البصري؛ قال الزُّبَيْر بن بكَّار: هو جرير] بن عطية بن حُذيفة -و [حذيفة] هو الخَطَفَى (٥) - بن بدر بن سَلَمة بن عَوْف بن كُليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، أبو حزرة.

وذكره محمد بن سلَّام في الطبقة الأولى من شعراء الإسلام (٦) وقال: وُلد لسبعة أشهر، وعاش ثمانين سنة، وكانت وفاتُه باليمامة بعد الفرزدق بأربعين يومًا.


(١) ينظر تفصيل الخبر في "تاريخ" الطبري ٧/ ٦٧ - ٦٨.
(٢) ينظر "تاريخ" الطبري ٧/ ٦٩.
(٣) المصدر السابق ٧/ ٦٧.
(٤) تاريخ الطبري ٧/ ٦٩. ومن قوله: فيها عزل هشام بن عبد الملك أشرس (أول السنة) … إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(٥) الكلام بعده ليس في (ص) حتى قوله: أبو حزرة، وجاء بدله في (ص) ما صورتُه: قال الجوهري: الخَطَفَى: هو لقب عوف جدُّ جرير بن عطية الشاعر. وقال أبو عبيدة: الخَطَفَى: هو حُذيفة جدُّ جرير، وإنما لقِّب به لسرعة مشيه.
(٦) طبقات فحول الشعراء ٢/ ٣٧٤، لكن ليس فيه الكلام الآتي. وهو بنحوه في "الشعر والشعراء" ١/ ٤٦٤. وينظر "الأغاني" ٨/ ٥٠، و"المنتظم" ٧/ ١٤٤، و"مختصر تاريخ دمشق" ٦/ ٤٨ (ووقعت ترجمة جرير ضمن خرم في "تاريخ دمشق").