للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعيني تُنكِرُ العُوَّادَ حولي … وأضْجَرُ مِنْ مُناجاةِ الغُلامِ

وكانت وفاتُه بدمشق في جمادى الأولى، ودُفن بالباب الصغير.

[السنة الخامسة عشرة وأربع مئة]

فيها اشتدَّتِ الفتنُ ببغداد، وقُتِلَ من السُّنَّة والشيعة خلقٌ كثيرٌ، ومُنِعوا من النَّوح يوم عاشوراء وعيد الغدير.

وفيها عُقِدَ العقدُ لمشرِّف الدولة علي بنت علاء الدولة أبي جعفر بن كاكويه مُقدَّم الأكراد بالجبال، على صَداقٍ مبلغه مئة ألف دينار. وقيل: خمسين ألفًا (١).

وفيها وَلِيَ حلبَ صالحُ بنُ مِرْداس، وقُتِلَ بالأُقحوانَة في الغور سنة عشرين، وسنذكره إن شاء الله تعالى.

وحجَّ بالناس أبو الحسن الأقساسي العلوي، وحجَّ معه أميرٌ من خراسان من أصحاب محمود بن سُبُكْتِكين يقال [له] (٢): حَسَنَك، فبعث له صاحبُ مصر خِلَعًا ودنانيرَ وثيابًا فقبِلها، فلمَّا عاد [من] الحجِّ إلى العراق لم يدخُل بغدادَ حياءً وخوفًا، وكتب القادر إلى محمود يُعرِّفه، فبعث بالخِلَع إلى القادر، فأُحْرِقَتْ على باب النُّوبي.

وفيها تُوفي

أحمد بن محمد (٣)

ابن عمر بن الحسن، أبو الفرج، المعَدَّل، البغدادي، الفقيه، الحنفي، ويُعرف بابن المُسْلِمة، ولد سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة، وسمع الحديث، وكان عاقلًا، فاضلًا، سيدًا، صدوقًا، ثقةً، كثيرَ المعروف، وداره مألَفًا (٤) لأهل العلم، وكان يسكن بالجانب الشرقي من بغداد بدرب سُلَيم، وهو جدُّ رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسين بن أحمد [بن محمد].


(١) الخبر في المنتظم ١٥/ ١٦٣ والكامل ٩/ ٣٤١، وفها أن الصداق خمسون ألفًا.
(٢) ما بين حاصرتين هنا وفي الموضع الآتي زيادة يقتضيها السياق، والخبر في المنتظم ١٥/ ١٦٤.
(٣) تاريخ بغداد ٥/ ٦٧ - ٦٨، والمنتظم ١٥/ ١٦٤ - ١٦٥. وينظر السير ١٧/ ٣٤١.
(٤) في (م) و (م ١): مآلًا.