للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن شعر كمال الدين الشَّهْرُزُوري: [من الطويل]

وجاؤوا عشاءً يُهْرعَون وقد بدا … بجسميَ من داء الصَّبابةِ ألوانُ

فقالوا وكلٌّ مُعْظِمٌ بعضَ ما أرى … أصابتك عينٌ قلت إن وأجفانُ

وقال: [من الكامل]

ولقد أتيتكَ والنُّجومُ رواصدٌ … والفجرُ وهمٌ في ضمير المَشْرِقِ

وركبتُ مِ الأهوال (١) كلَّ عظيمةٍ … شوقًا إليك لعلَّنا أن نلتقي

[(٢) وكان لكمال الدِّين ولد اسمه محمد بن محمد بن عبد الله، ولقبه محيي الدين، وكان أبوه [عيَّنه] (٣) قاضيًا على حلب، ولما مات كمال الدين رثاه بأبيات (٤).

وكان للقاضي كمال الدين ثلاثة إخوة، أحدهم اسمه يحيى بن عبد الله، مات سنة نيف وستين وخمس مئة.

والآخر القاسم بن عبد الله، ولقبه شمس الدين، ولي قضاء الموصل، وكان يعظ، وله كلام حسن وقبول، وتوفي في سنة ثلاثين وخمس مئة، وقد ذكرناه هناك.

والثالث سعد بن عبد الله، نذكره في سنة ست وسبعين وخمس مئة، إن شاء الله].

[السنة الثالثة والسبعون وخمس مئة]

فيها وصل تتامش الذي عصى على الخليفة، وقاتل مع قطب الدين قيماز إلى تحت التَّاج، وبيده سيفٌ وكَفَنٌ، وقبَّل الأرض مرارًا وطلب العفو، فعفا الخليفةُ عنه، وأعيد إلى إمرته، وأحسنَ إليه.

وفيها تغيَّر الخليفة على الوزير ابن رئيس الرؤساء، وخرج إلى الحج، فقُتِل، وسنذكره إنْ شاء الله.


(١) في (ح): وركبت هول هوال، والمثبت من "الخريدة".
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) ما بين حاصرتين زيادة من عندنا يقتضيها السياق.
(٤) منها:
ألموا بسفحي قاسيون فسلِّموا … على جدث بادي السنا وترحموا
انظر القصيدة بتمامها في "خريدة القصر" قسم شعراء الشام: ٢/ ٣٣٦ - ٣٣٩.