للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأشرفُ رَعْبان وتل باشر، وأعطاهما لطُغْريل أتابَك، وبعث الأشرف سيف الدين بن كهدان والمبارز بن خُطْلخ إلى دمياط نجدةً للكامل.

وخطب الصَّالح محمود بن أُرْتُق صاحبُ آمِد للرُّومي، وقَطَعَ خُطْبة العادل.

وفي آخر جمادى الأُولى أخذ الفرنج بُرْج السِّلْسلة، وأرسل الكامل شيخَ الشيوخ صدر الدين إلى العادل يخبره، ويستصرخ به، فلما اجتمع بالعادل وأخبره، دَقَّ بيده على صَدْره، ومَرِضَ مَرَضَ الموت.

وفي جُمادى الآخرة التقى المُعَظَّم بالفرنج على القيمون فَنُصِرَ عليهم، وقَتَلَ منهم مقتلةً عظيمة، وأَسَرَ من الدَّاوية مئة فارس، وأدخلهم القدس منكَّسة أعلامُهم.

وفيها وصل رسول خوارَزْم شاه إلى العادل وهو بمرج الصُّفَّر، فبعث في الجواب الخطيبَ الدَّوْلعي والنجم خليل قاضي العسكر، فوصلا هَمَذَان، فوجدا الخوارزمي قد اندفع بين يدي الخَطَا، وقد خامر عليه عسكره، فسار إلى حَدِّ بخارى، فاجتمعا بولده جلال الدِّين، فأخبرهما بوفاة العادل، فرجعا إلى دمشق.

وحجَّ بالنَّاس من بغداد أقباش النَّاصري.

وفيها توفي

داود بن أبي الغنائم (١)

أبو سليمان المُلْهَمي، [من بني مُلْهَم] (٢)، الضَّرير.

كان على رأي الأوائل، ويتستَّر بمذهب الظَّاهرية، ويسكن رباط المأمونية، وكان فاضلًا إلا أنه يُسقِّف ويهذي [(٣) من جنس ابن الرَّاوندي. قال لي يومًا: قد بلغني أنك جميل الصورة، فصيح اللسان، واشتغل بعلوم الأوائل قال: فقلتُ له: أنشدني من فصاحتك، فأنشدني لنفسه: [من الوافر]


(١) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٤٢٠، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٣٠٠ - ٣٠١، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٢) ما بين حاصرتين من (ش).
(٣) في (ح): إلّا أنه يسقف ويهذي، توفي في المحرّم، ودفن بالشونيزية، وقد جاوز سبعين سنة، ومن شعره … ، والمثبت ما بين حاصرتين من (ش).