للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصار مدرسًا بالشِّبْلية، فلما قدمت دمشق حضر إِلَى عندي يوسف، وجرى حديث إخراج نجم الدين أَيُّوب، وأنه لما خرج من الحبس بالكرك اجتمعنا بالقدس، وجرى بيننا مفاوضات، فمضى يوسف إِلَى السامري، وكذَّب، وقال: ما أخرج نجم الدين من الحبس إلَّا فلان. عني، فأخرجونا فِي حر شديد إِلَى حماة، فصعد بخار عظيم إِلَى رأسي، وأتلف عيني، وكادت تذهب، وما حكم أحد بسلامتها، فمنَّ الله بالعافية، وعدت إِلَى دمشق على رغم أنف السامري، وأحياني الله حتَّى رأيت يوسف بن يعقوب فِي باب الحبس الصغير، حبسه الملك الناصر صاحب حلب، وأقام شهورًا ومات، وشنق السامري عدو الله، وعجل الله بروحه إِلَى عذاب السعير، وذهب الخمير والفطير] (١).

وفيها كانت الوقعة بين الحلبيين والخُوارَزْمية، وكان الجواد والصَّالح ابن صاحب حمص مع الخُوارَزْمية، فقصدوا حلب، ونزلوا على باب بُزَاغة فِي خمسة آلاف، فخرج إليهم عسكر حلب فِي أَلْف وخمس مئة، فكسروهم كسرةً عظيمة، وأسروا أمراءهم، ونهبوا أثقالهم، وساقوا إِلَى حَيلان، وقطعوا الماء عن حلب، وضايقوها، ثم عادوا إِلَى مَنْبج، فنهبوها، وقتلوا أهلها، وفضحوا نساءها، وعادوا إِلَى حَرَّان، وكان المنصور صاحب حمص نازلًا على شَيزَر، فاستدعاه الحلبيون، فجاء إِلَى حلب، ونزل بظاهرها، ومعه عسكر حمص ودمشق.

وفيها تُوفِّي

أَحْمد بن محمَّد (٢)

ابن خلف بن راجح، المقدسيّ.

القاضي نجم الدين الحنبلي، ثم انتقل إِلَى مذهب الشَّافعي، وولي القضاء بدمشق نيابةً، وكان فقيهًا، صالحًا، فاضلًا، مات فِي شوَّال، ودفن بقاسيون.


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٣/ ٥٦٣، و"المذيل على الروضتين": ٢/ ٥٥ - ٥٦، وفيه تتمة مصادر ترجمته.