للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان يحج مع عمه وخاله علقمة والأسود قبل أن يحتلم، وكان بينهم وبين عائشة إخاء ومودة.

وروى ابن سعد عن عبد الحميد بإسناده إلى حماد قال: بشَّرت إبراهيم بموت الحجاج فبكى. قال: وقال حماد: ما كنتُ أرى أحدًا يبكي من الفَرح. وكان إبراهيم يسب الحجاج.] (١)

وكان يحدّث بالمعاني، وكان لا يجلس إلى أسطوانة يتوقّى الشهرة، وكان صَيرَفيَّ الحديث، وكان إذا سئل عن مسألة ظهر عليه أثر الكراهة ويقول: إن زمانًا صرتُ فيه فقيهَ أهل الكوفة لزمان سوء.

وقال: كنا إذا حضرنا جنازة، أو سمعنا بميت، عُرف ذلك فينا أيامًا، لأنا قد عرفنا أنه قد نزل به أمر صيَّره إما إلى الجنة وإما إلى النار، وإنكم في جنائزكم تتحدَّثون بحديث دنياكم.

[وروى عبد الله بن الإمام أحمد بإسناده عن] الأعمش قال: كنت عند إبراهيم وهو يقرأ في المصحف، فدخل عليه، أو استأذن عليه رجل، فغطَّى المصحف وقال: لا يظن هذا أني أقرأ فيه كل ساعة.

وقال المغيرة: كان إبراهيم يلبس الثوب المصبوغ بالزعفران أو بالعصفر، وكان من يراه لا يدري أمن القراء هو أم من الفتيان.

وقال إبراهيم: كانوا يجلسون، فأطولهم سكوتًا أفضلهم في نفسه.

وكان يقول: إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يدك منه.

وقال المغيرة: كان رجل على حالة حسنة، فأحدث حدثًا وأذنب ذنبًا، فرفضه أصحابه ونبذوه، وبلغ إبراهيم فقال: مه، تداركوه وعِظوه ولا تدعوه.

وقال ابن سعد: كان النَّخَعيّ أعور (٢).


(١) "طبقات ابن سعد" ٨/ ٣٨٩ - ٣٩٠، ٣٩٣، ٣٩٧. وما بين معكوفين من (ص).
(٢) "طبقات ابن سعد" ٨/ ٣٨٨.