للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صفر اختلَّتْ أمورُ الشام، واستولى مُعِزُّ الدولة صالح بن مِرْداس الكلابي على شام حلب وحصرها، وصعِدَ مَنْ كان في البلد من أصحاب الدِّزْبَري إلى القلعة، واستولى حسان بن المفرِّج بن الجرَّاح على شام دمشق -كما كان- والسواحل، وأخذ صاحب مصر في تجريد العساكر إليه، ثم إنَّ صالحًا ملك قلعة حلب بموافقةِ بينَه وبين مَنْ كان فيها؛ لأنهم ضاق عليهم القوت، فصالحوه وصعِدَ إليها.

وفي صفر ورد رسول مودود بن مسعود إلى الخليفة ومعه كتاب يذكر فيه ما جرى على أبيه.

وفيها استولى طُغْرُلْبَك والغُزُّ على خُوارَزم.

وفي جمادى الأولى ورد الخبر الصحيح من توريز (١) أنَّ زلزلةً عظيمةً هدَّمَتْ قلعة توريز وسورَها ودورَها وحماماتِها ومساكنَها وأسواقَها، ونجا أميرُها؛ لأنه [كان في بعض البساتين، وسَلِمَ جندُه؛ لأنه] كان قد أرسلهم إلى أماكن. وأُحصيَ من مات تحت الهدم، فكانوا خمسين ألفا. وأنَّ الأمير جلس على المسوح ولبس السواد (٢)؛ لعظم (٣) هذا المصاب، وأنه على عزم الصعود إلى بعض قلاعه والتحصُّن بها خوفًا من الغُزِّ، وزُلزِلَتْ [تدمر] وبَعْلبَكَ، ومات تحت الهدم معظم أهل تدمر، وجاءت طائفة من الغُز من الريِّ إلى ديار بكر، فنهبوا وقتلوا، واستجاش عليهم أبو نصر ملوكَ الأطراف فأَنْجَدوه، ورجع الغُز إلى خراسان.

وفي ذي الحجَّة قَدِم الملكُ العزيز إلى بغداد، وتلقاه الأشرافُ والقُوَّاد وأخوتُه، ونزل أبوه في الزَّبزب والتقاه وخلعَ عليه فَرَجيَّةً كانت عليه، وعمامةَ ملونة.

وفيه ورد طُغْرُلْبَك من خُوارَزم إلى الريِّ، وأنفذ أخاه من أمه إبراهيم يَنَّال إلى سجستان، وعوَّضه بها عن الريِّ، وكان معه مرداويج بن بسُّو، وكان يأخذ برأيه؛


(١) هكذا في (خ) و (ت)، وفي المصادر: تبريز. ينظر المنتظم ١٥/ ٢٨٦، والنجوم الزاهرة ٥/ ٣٥، وتاريخ الإسلام ٩/ ٤٩٦.
(٢) في (م) و (م ١) العبارة مقلوبة: جلس على السواد ولبس المسوح. وينظر النجوم الزاهرة ٥/ ٣٥.
(٣) بعدها في (خ) زيادة كلمة مقحمة: الذنب.