للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبيحة ومن الكُتَّاب، فشحُّوا (١) بذلك على المقيمين بسُرَّ من رأى، وسألوا موسى المسيرَ إليها.

وكتب إليه المهتدي يأمرُه بالمقام بالريّ، وبعثِ الجيوش إلى الطالبيّ، فلم يلتفت، فبعث إليه عبد الصَّمد بن موسى و [أبا] (٢) عيسى بن إسحاق العباسيين يخبراه بضيقِ المال بسامرّاء، وما يخافُ من رجوع الطالبيِّ إلى طبرستان، فأبلغاه الرسالة، فلم يسمع، وأغلظ الموالي للرسولين، وهمُّوا بقتلهما، وأقبلَ موسى إلى بغداد وصالح يعظِّمُ على المهتدي قدومَه، وينسبُه إلى المعصية والخلاف، فرفعَ يده إلى السماء وقال: اللهمَّ إنِّي أبرأُ إليكَ من فعل موسى بن بغا، وإخلاله بالثغر، وإباحةِ العدو، ثم جعل يبكي خوفًا من قدومه.

وكتبَ موسى إلى المهتدي يعتذرُ بتخلُّف من معه عن الرجوع إلى قوله دون ورود باب أمير المؤمنين، وأنه متى خالفهم لم يأمنهم على نفسه، ثُمَّ وردَ سامرّاء (٣) لأربعٍ خلون من المحرَّم سنة ستٍّ وخمسين.

وكان كنجور التركيّ قد نفاهُ المعتزُّ إلى فارس، فأقام عند علي بن [الحسين بن] قريش، فلمَّا غلبَ يعقوبُ ابنَ قريش كان كنجور محبوسًا عنده، فأطلقه (٤)، وجاء إلى. . . (٥) فأمرَ المهتدي بأن يقيَّد ويبعث إلى بغداد فيحبس، فخالفَه صالح (٦)، وأراد أن يتقوَّى به على موسى (٧).

وفيها عَصَى أبو موسى، عيسى بنُ الشيخ بنِ السليل الشيبانيّ بديارِ بكر وآمِد


(١) في (خ) و (ف): فسخر. وفي الكامل ٧/ ٢٠٤: فحشدوا المقيمين بسامرَّاء. والمثبت من تاريخ الطبري ٩/ ٤٠٧.
(٢) ما بين حاصرتين من تاريخ الطبري ٩/ ٤٠٨.
(٣) في تاريخ الطبري ٩/ ٤٠٩ أنَّ الذين قدموا سامراء هم رسلُ المهتدي مع وفد من عسكر موسى.
(٤) في تاريخ الطبري ٩/ ٤٠٩: لما أراد علي بن الحسين محاربة يعقوب بن الليث أخرجه من الحبس.
(٥) في (خ) و (ف) بياض بمقدار كلمتين.
(٦) في تاريخ الطبري ٩/ ٤٠٩ أن صالحًا كتب عن المهتدي في حمل كنجور إلى الباب مقيدًا.
(٧) في سياق الخبر هنا اختصار مخل واضطراب، وانظر تمام الخبر في تاريخ الطبري ٩/ ٤٠٩.
ومن قوله: وفي رمضان قتل صالحُ بن وصيف أحمد. . . إلى هنا ليس في (ب).