للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصف] (١) مكوك حبٍّ كبار، لم يشاهَد مثله، وسفطٌ فيه مقدارُ كيلجة [من] ياقوت أحمر، لم يوجد في الدنيا مثله، فقوِّمتِ الأسفاطُ بألفي ألف دينار (٢)، فحُمِل الجميعُ إلى صالح [بن وصيف]، فلمَّا رآه قال: قبَّحها الله، عرَّضت ابنَها للقتل في خمسين ألف دينار، وعندها هذا، فنفاها (٣) إلى مكَّة، وأخذ الجميع وهي ترى، وكان ذلك في حائطِ دارٍ لبعض من تثق به، فغمزَ عليه (٤).

وفي رمضان قتل صالحُ بن وصيف أحمدَ بن إسرائيل وأبا نوح (٥).

وفيها شخص موسى بن بغا بمن كان معه من الرَّيّ، وانصرف مفلح عن طبرستان بعدما دخلها، وهَزَم الحسَن بن زيد إلى الديلم، وسبب ذلك أنَّ قبيحةَ لمَّا رأت تغيُّرَ الأتراك كتبت إلى موسى تسألُه القدوم، وكان مُفْلِح بطبرستان، فكتب إليه موسى يأمره بالانصراف إليه (٦)، وكان قد أوغلَ في الديلم لطلب الحسن بن زيد، فرجع قافلًا إلى الرَّيّ، فشقَّ ذلك على رؤساء طبرستان؛ لأنَّه كان يَعِدُهم اتِّباعَ الطالبيِّ أين توجَّه، فسقط في أيديهم، فقال لهم: قد وردَ عليَّ كتابُ الأمير موسى يأمرني أن لا أضعَه من يدي حتى أقبل إليه، وأنا مهتمٌّ بأمرِكم، ولكن لا سبيل إلى مخالفته، ولم يتهيَّأ لموسى المسيرُ من الرَّيِّ حتى أتاه كتابٌ بهلاك المعتزّ، وقيام المهتدي، فثناه عن القدوم إلى سامرَّاء، وامتنع هو وأصحابُه من بيعة المهتدي، ثمَّ بايعوا بعد ذلك في رمضان (٧).

ثمَّ إنَّ المواليَ الذين في عسكرِه بلغَهم أنَّ صالح بن وصيف استخرجَ الأموال من


(١) ما بين حاصرتين من تاريخ الطبري ٩/ ٣٩٥.
(٢) بعدها في (ب) -وما سلف بين حاصرتين منها-: وثلاثة مئة ألف دينار. والمثبت موافق لما في تاريخ الطبري ٩/ ٣٩٥.
(٣) في (خ) و (ف): فنقلها. والمثبت من (ب).
(٤) انظر الخبر بتمامه في تاريخ الطبري ٩/ ٣٩٥.
(٥) قوله: وأبا نوح. ليس في (خ)، ونص العبارة في (ب): وفي رمضان مثل صالح بن وصيف لأحمد بن إسرائيل لأبي نوح!!؟
وانظر تاريخ الطبري ٩/ ٣٩٦.
(٦) في تاريخ الطبري ٩/ ٤٠٦: إليها.
(٧) أي: ورد خبرُ بيعتهم سامرَّاء في رمضان. انظر تاريخ الطبري ٩/ ٤٠٧.