للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول بخلق القرآن، ما نبايعه، وقُتِلَ بينهم جماعة، وجُرِح آخرون، فبعثَ المهتدي مالًا، ففُرِّقَ فيهم، فسكنوا، وبويع يوم الجمعة لثمان خلونَ من شعبان، واستقرَّ له الأمر (١).

[فصل:] وفيها ظهرت قَبيحة أمُّ المعتزِّ في رمضان، بعد أن كانت قد استترت وأودعت الأموال والجواهر وما كان لها عند الناس، وطلبَها صالحُ بن وصيف، فأرسلت إليه امرأةً يقال لها العطَّارة تثقُ بها، فتوسَّطت بينهما، وكان لها ببغداد أموالٌ عظيمةٌ غير ما كان لها بسرَّ من رأى، فأحضرت من بغداد خمس مئة ألف دينار (٢) وخمسينَ ألف دينار (٣) ثم نقلَها صالح [بن وصيف] بعدما استصفاها إلى مكَّة في ذي القعدة، فذُكِر عمَّن سمعها وهي تقول [في طريقها:] اللهمَّ أخزِ صالحَ بن وصيف، وخذ لي بحقِّي منه كما قتل ولدي، وأخذ مالي، وبدَّد شملي، وهتكَ ستري، وارتكب الفاحشةَ منِّي (٤)، وغرَّبني عن بلدي.

ولما انصرفَ الناس من الموسم حُبِست بمكَّة، وكان الأتراك [قد] طلبوا منها قبل قتلِ المعتز [وخلعِه] خمسينَ ألف دينار على أن يُبقوا المعتز في الخلافة، ويقتلوا صالح بن وصيف، فبخلَتْ [عليهم] (٥)، وأنكرت أن يكون عندها مال، ثم ظهرَ لها بعد ذلك من العين (٦) زهاء على ألف ألف دينار، وثلاث مئة ألف دينار (٧)، ووجدوا ثلاثة أسفاط في كلِّ سَفَطٍ مقدارُ مكُّوك زمرد [من الذي] (٨) لم تر الخلفاءُ مثلَه، وسفط فيه


(١) انظر تاريخ الطبري ٩/ ٣٩٢ - ٣٩٣، والمنتظم ١١/ ٨٥.
(٢) في (خ) و (ف): ست مئة ألف دينار، والمثبت من (ب) وتاريخ الطبري ٩/ ٣٩٤.
(٣) قوله: وخمسين ألف دينار. لم يرد في تاريخ الطبري.
(٤) في تاريخ الطبري ٩/ ٣٩٤: وركب الفاحشة مني.
(٥) ما سلف بين حاصرتين من (ب).
(٦) في (ب): المال.
(٧) كذا ذكر المصنف، ومثله في الكامل ٧/ ٢٠٠، ولعله خطأ، ففي تاريخ الطبري ٩/ ٣٩٥ أن صالحًا أرسل أحمد بن خاقان إلى مكان أخبر أن فيه مالًا لقبيحة، فوجد فيه زهاء ألف ألف دينار، فأخذَ أحمد منها ومَنْ كان معه قدر ثلاث مئة ألف دينار. .
(٨) ما بين حاصرتين من (ب).