للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونَدَبَتْه حفصةُ، فنهاها، وقال لها كذلك، ثم جعل يقول: اللهمَّ تَوَفَّني مع الأبرارِ، ولا تُلْحقني في الأشرارِ، وقِني عذابَ النار، وألحِقْني بالمُصْطَفَيْن الأخيار، ثم تُوفّي .

واختلفوا في وفاته؛ فحكى ابن سعدٍ عن الواقدي، عن أبي بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن أبيه قال: طُعِنَ عمر يوم الأربعاء لأربع ليالٍ بَقين من ذي الحجَّة، سنةَ ثلاثٍ وعشرين، ودُفن يوم الأحد صَباحَ هلال المحرّم، سنة أربعٍ وعشرين، فكانت وِلايتُه عشرَ سنين وخمسةَ أشهر وإحدى وعشرين ليلةَ من مُتوفى أبي بكرٍ الصديق، وعلى رأسِ اثنتين وعشرين سنةَ وتسعة أشهر وثلاثة عشر يومًا من الهجرة (١).

وذكر ابن قُتيبة في "المعارف" (٢) أنَّه طُعِن يومَ الأربعاء لسبعٍ بقين من ذي الحجَّةِ، فأقام ثلاثًا، ثم تُوفّي لأربعٍ بقين من ذي الحجَّةِ.

وقال قتادة: طُعِنَ يوم الأربعاءِ ومات يومَ الخميس، وما حكاه ابن سعدٍ عن الواقدي أصحُّ، وعليه عامَّةُ المؤرخين.

واختلفوا في سنِّه على أقوالٍ؛ أحدُها أنه عاش ستين سنةً، والثاني: ثلاثًا وستين سنةً مثل سنِّ أبي بكر، قاله معاوية، والثالث: إحدى وستين سنة، والرابع: ستَّةً وستين.

وحكى الطبري وابن سعد أقوالًا كثيرة، منها: أنَّه عاش خمسةً وخمسين سنةَ، وقيل: ثلاثًا وخمسين سنة، وقيل: اثنتين وخمسين، وقيل: سبعة وخمسين، وقال ابن عمر والزهري: عاش خمسة وستين سنةً، وقال الواقدي: وهذا لا يُعرفُ عندنا بالمدينةِ والثبتُ عندنا أنه عاش ستين سنةً (٣).

وقال الشيخُ الموفَّقُ في الأنساب: وُلدَ عمر بعد الفيل بثلاث عشرة سنةً (٤)، والنبيُّ توفي ابنَ ثلاثٍ وستين سنةً، في السنة الحادية عشرة من الهجرةِ،


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٣٣٥، ٣٣٨.
(٢) ص ١٨٣.
(٣) تاريخ الطبري ٤/ ١٩٧، ١٩٨، وطبقات ابن سعد ٣/ ٣٣٨ - ٣٣٩.
(٤) التبيين ٤٠٢.