للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسادس: ادَّعيتم أنَّكم تخافونَ من النار، وألقيتم نفوسَكم فيها.

والسابع: علمتم أنَّ الموتَ حقّ، ولم تستعدوا له.

والثامن: اشتغلتُم بعيوب إخوانكم، ونبذتم عيوبَ أنفسكم.

والتاسع: أكلتُم نعمةَ ربكم، ولم تشكروه.

والعاشر: دفنتُم موتاكم ولم تعتبروا.

وقال ابن بشار: كان إبراهيمُ يتمثل دائمًا بهذين البيتين: [من البسيط]

ولقمةٌ بجريشِ الملح آكلها … ألذ من تمرة تُحشَى بزنبُورِ (١)

كم لقمةٍ جلبتْ حتفًا لصاحِبِها … كحبَّةِ القمحِ دَقَّت عُنْقَ عصفورِ

قال: وقال: إن أدمنتَ النظرَ في مرآة التوبة بانَ لك قبيحُ المعصية.

قال: وقال: من أحبَّ أن يكونَ وليًّا لله فليدعِ الدُّنيا والآخرة.

وكتب إليه الأوزاعيُّ: إنِّي أريدُ أن أصحبَك، فكتبَ إليه إبراهيم: الطيرُ إذا طارَ مع غير شكلِه من الطيور طار وتركه.

قال: وقال: إن الصائمَ القائمَ الحاجَّ المعتمر مَنْ أغنى نفسَه عن الناس.

قال: وقال: أعربنَا الكلامَ فما نلحن، ولحنَّا في الأعمالِ فما نُعرِب.

قال: وقيل له: اللحمُ قد غلا، فقال: أرخصُوه.

وصحبَه رجل، فلمَّا أراد أن يفارقَه قال له: يا أبا إسحاق، هل وجدتَ فيَّ عيبًا؟ فقال له إبراهيم: إنِّي لحظتُك بعين الوداد، فاستحسنتُ كلَّ ما بدا منك، فسل غيري عن عيبك.

ذكر وفاته:

واختلفوا فيها فقال الواقدي: مات سنة ستين ومئة، وقال البخاريُّ: سنة إحدى وستين ومئة.

واختلفوا في أيِّ مكانٍ توفي، فروى الحافظُ ابن عساكر عن أبي عبد الله الجُوْزَجاني رفيق إبراهيم بن أدهم قال: مرضَ ونحن في بعض الجزائر، فقال: أروني القوسَ،


(١) المراد بالزنبور هنا التين الحلواني. انظر القاموس (زنبر).