للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها استقضى عثمان زيد بن ثابت، ورزقه على ذلك ستين درهمًا.

وفيها ولّى عثمان سعد بن أبي وقاصٍ على الكوفة بوصيَّةِ عمر.

وقال الواقدي: كان عمرُ قد أوصى أن يُقَرَّ عُمَّالُه على ولاياتهم سنةً، فأَمضى وَصيَّتَه، فلم يَعزِل له عامِلًا حتى مضتِ السنةُ، فأقرَّ المغيرةَ بنَ شعبةَ على الكوفةِ سنةً ثم عزله وولّى سعد بن أبي وقاص -وهو أول عامل استعمله- ثم عزله، واستعمل الوليد ابن عُقبة بن أبي مُعَيْطٍ، وكان الوليد أخا عثمان لأُمِّه، قال الواقدي: وهذه الأخذة الثانية التي نَقمها الناسُ على عثمان، وقالوا لعبد الرحمن بن عوف : أما أخذتَ عليه العهد أن لا يَرفع أحدًا من بني أمية على الناس؟ قال: بلى.

وفيها زاد الناسَ في العطاء مئةً مئةً،، وأقام الضِّيافةَ لأبناء السبيل والمتعبِّدين في المسجد.

وفيها أغزى أخاه الوليد بنَ عُقبة أَرْمينيَة وأذرَبيجان، وسببُها أن أهلها طَمعوا بموت عمر رضوان اللَّه عليه، وامتنعوا من أداء ما كانوا يُؤدُّونه إليه، وكان بالكوفة أربعون ألف مُقاتل برسم الجهاد في مقابلة الرّي وأذربيجان، وكان قد صالحهم حُذيفة سنة اثنتين وعشرين على ثمان مئة ألف درهم، فلما امتنعوا بعد موت عمر رضوان اللَّه عليه سار إليهم الوليد بن عقبة، وقَدّم في مُقدّمته عبد اللَّه بن شُبيل الأحمسي، فشنّ الغارات، ثم اتبعه سلمان بن ربيعة الباهلي في اثني عشر ألفًا، ثم تبعه الوليد في أربعين ألفًا، وقيل: في عشرين ألفًا، واستُشهد في هذه الغزاة عمرو بن عُتبة (١).

وفيها جاشت الرُّوم وجمعت جُموعًا عظيمة، وقَصدت الشام، فكتب معاوية إلى عثمان يَستمدُّه، فكتب عثمان إلى الوليد بن عُقبة -وقد عاد من المشرق فنزل الموصل- بأن يُمدَّ معاوية، فأرسل الوليد سلمان بنَ ربيعة الباهلي في عشرة آلاف، فسار إلى الشام، فاجتمع بجُنْد الشام، وعليهم حبيب بن مَسْلَمة الفِهري، فشنَّ الغارات على الروم، وفتحوا حصونًا كثيرة (٢).


(١) من قوله: وفيها أغزى أخاه الوليد. . . إلى هنا ليس في (ك).
(٢) من قوله: فكتب معاوية إلى عثمان يستمده. . . إلى هنا ليس في (خ) و (ع)، وانظر تاريخ الطبري ٤/ ٢٤٧ - ٢٤٨، والمنتظم ٤/ ٣٤٥.