للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنت عامر بن بَياضة، من خُزاعة، تَزوَّجها عَوف بن عبد عَوف، فولدت له: عبدَ الرحمن والأسود، أسلم وهاجر قبل الفتح، وعاتكة وأمة بني عوف، وأسلمتْ عاتكة وبايَعَتْ.

وكانت الشّفاء أمُّ عبد الرحمن من المهاجرات، وتُوفّيت في حياة رسول الله ، فقال عبد الرحمن : يا رسول الله، أَعتِق عن أمّي؟ فقال رسول الله : "نعم"، فأَعتَقَ عنها.

وكان اسمُ عبد الرحمن في الجاهلية: عبد عمرو، وقيل: عبد الكعبة، وقيل: عبد هُبَل، فسمّاه رسول الله عبد الرحمن.

ذكرُ صِفته:

كان رجلًا طويلًا، حسنَ الوَجْه، رقيقَ البَشَرة، فيه جَنأ، أبيضَ مُشربًا حُمرة، لا يُغَيِّر شَيبَه، ضَخمَ الكفَّين، أَقنى الأنفِ، أَهتَم ساقط الثنيتين، أعرج، أُصيب يوم أُحد فُهتِم، وجُرح عشرين جِراحة أو أكثر، أصابه بعضُها في رجله فخَمَعَ منها.

ذكر إسلامه:

أسلم قديمًا على يد أبي بكر رضوان الله عليه، وكان خرج في الجاهلية إلى اليمن في تجارة، فاجتمع بشيخٍ كبيرٍ من مشايخ حِمْيَر، فسأله عن رسول الله وقال: أتعرف محمد بن عبد الله بن عبد المطلب؟ قال: نعم، هو فينا وَسيط، فقال: إنه قد بُعث فيكم، فاحذرْ أن تُخالفَه فإنَّه نبيُّ الأمة. فرجع عبد الرحمن إلى مكّة وقد بُعث النَّبيُّ ، فأخبر أبا بكر رضوان الله عليه بقول الشَّيخ فقال: صَدق، هذا رسول الله قد بُعث، ثم قام أبو بكر رضوان الله عليه، وأخذ بيد عبد الرحمن ، فأدخله على النَّبيِّ فأسلم، وكان في بيت خديجة رضوان الله عليها، فقال عبد الرحمن : [من الطَّويل]

أجبتُ منادي الله لما سمِعْتُه … يُنادي إلى الدين الحَنيفِ المكرَّمِ

فقلتُ [له] لبّيك لبّيك داعيًا … إليك مَثَابي بل إليك تَيَمُّمي

ألا إن خيرَ النَّاس في الأرض كلِّهم … نبيٌّ جَلا عنّا شكوكَ التَّرجُّمِ

نبيٌّ أتى والنَّاسُ في أعجميَّةٍ … وفي سَدَفٍ من ظُلمةِ الكفرِ مُعْتِم

فأقْشَعَ بالنُّور المضيءِ ظَلامَه … وساعده في أمرِه كُلُّ مُسلِم

وخالفه الأَشقَون من كلِّ فرقةٍ … فسُحْقًا لهم في قعرِ مَثوى جَهنَّمِ (١)


(١) تاريخ دمشق ٤١/ ٢٤٠ - ٢٤٣.