للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوفي ليلة الثلاثاء (١) ثالث عشرين رمضان وله مئة وأربع سنين.

[وقال ابن عساكر:] لما مات حضر أبو أَحْمد الكبير، وأبو أَحْمد الصغير، وأبو الطَّيب القزويني، وخلق كثير، وحملوه على سريره، وضَبَّبوه بضَيَّات حديد، ودخل تحته كلُّ قويٍّ وكل شاطر، ومَن يَدَّعي القوَّةَ والفتوة، وكلما تَعِب قومٌ دخل آخرون، وحوله الفرسان من الدَّيالمة، والخَدَم، والحاشيبة بالسيوف والدَّبابيس.

وصلى عليه أبو بكر العَلَّاف وغيره نحوًا من مئة مرة، واجتمع في جنازته اليهود والنصارى والمجوس (٢).

[وقال ابن عساكر: حدَّث ابن خفيف بدمشق عن القاضي الحسين المحاملي، وحمَّاد بن المبارك (٣)، ومحمَّد بن جعفر التَّمَّار، وذكر غيرهم.

وروى عنه أبو الحسن علي بن جَهْضَم، وذكر غيره.

قلت: وقد ذكره جدي في "المنتظم" فقال: محمَّد بن خفيف، أبو عبد الله الشيرازي، صحب الجَريري، وابن عطاء، وغيرهما.]

وقد تكلَّم فيه الشيخ أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله تعالى (٤).


(١) في (ف م م ١): وقال أبو عبد الرَّحمن السلمي: تُوفِّي ليلة الثلاثاء.
(٢) تاريخ دمشق ٦٢/ ٢٩ - ٣٠.
(٣) كذا في (ف م م ١) وهذه الزيادة ما بين معكوفين منها، وكذا في (ب س) من تاريخ دمشق ٦٢/ ١٤ كما أشارت إليه محققته، والصواب حماد بن مدرك، وانظر تاريخ الإِسلام ٨/ ٣٦٥، والسير ١٦/ ٣٤٢.
(٤) فقال في المنتظم ١٤/ ٢٨٨: وقد ذكرت في كتابي المسمى بتلبيس إبليس عنه من الحكايات ما يدل على أنَّه كان يذهب مذهب الإباحة. اهـ.
وقال الذهبي في السير ١٦/ ٣٤٦ - ٣٤٧: قد كان هذا الشيخ جمع بين العلم والعمل، وعلوّ السند، والتمسك بالسنن، ومُتِّع بطول العمر في الطاعة.
قلت: وجاء في (ف) بعد نهاية الترجمة ما نصه: انتهت ترجمة ابن خفيف والحمد لله وحده، وصلى الله على أشرف خلقه محمَّد وآله وصحبه وسلم.