للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان سيَّدَ غَطفان وقتلته بنو عبس، وابنه حِصْن كان سيدًا قتلته بنو عَقيل، وكان عيينة سَبَب الفِجار الثاني، لأنه أغار على سوق عُكاظ.

وأسلم قبل الفتح وكان منافِقًا، وارتدَّ وقاتل المسلمين مع طُليحة، ثم عاد إلى الإسلام فقبله أبو بكر رضوان الله عليه وأمَّنه. وعاش إلى زمن عثمان ودخل عليه، فقال له: يا عثمان، سِرْ فينا بسيرة عمر، فإنه أعطانا حتى أغنانا، فقال: والله ما كنتَ راضيًا بسيرة عمر، ثم قال له: هل لك إلى العشاء؟ فقال: إني صائم، فقال: أتواصل؟ فقال: وما الوصال؟ قال: تَصِلُ يومَك بليلتِك، فقال: لا، صيامُ الليل أهونُ عليّ من صيام النهار. وذهبت عيناهُ في أيام عثمان ومات فيها، ولم يضبط تاريخُ وفَاته.

وأما الأقرع بن حابس بن عِقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي، وكان سَيِّدَ قومِه، واسمه فراس، ولقب الأقرع لقرعٍ كان في رأسه، وهو نادى رسول الله من وراء الحُجُرات، شهد حُنَينًا والطائف، قيل: وفتحَ مكة، وأسلم قبل الفتح، وشهد مع خالد بن الوليد مشاهده كلها واليمامة، ولم يذكر تاريخ وفاته، وقيل: إنه استعمل على جيش فدخل الجوزجان فأُصيبَ هو والجيش، وروى الحديث.

قال الإمام أحمد : حدَّثنا عفان، حدَّثنا وُهَيب، حدَّثنا موسى بن عُقبة، حدَّثني أبو سلمة ابنُ عبد الرحمن، عن الأقْرعِ بن حابِسٍ أنه نادى: يا رسول الله من وراءِ الحجرات، فقال: يا رسول الله، إن حَمْدي لزَيْنٌ، وإن ذمي لشَيْن، فقال رسول الله : "ذاكَ اللهُ ﷿" (١).

وأما العباس بنُ مِرْداس بن أبي عامر، أبو الهيثم، وقيل: أبو الفضل السُّلَمي، وكان [العباس بن] (٢) مِرداس ممّنْ حرَّم شربَ الخمر في الجاهلية وقيل: هو أول من حرَّمها.

وقال الزبير بن بكار: كان العباس فارِسًا شاعرًا، وأسلم قبل الفتح، ووافى رسولَ الله بقُدَيْدٍ في ألف فارسٍ من قومه. وقيل: في تسع مئة عليهم الدروع والسلاح التام، وبأيديهم القنا. وهو من الطبقة الثالثة من المهاجرين، ولم ينزل مكة


(١) مسند أحمد (١٥٩٩١).
(٢) ما بين معقوفين زيادة من "الإصابة" ٢/ ٢٧٢.