للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي شعبان ورد كتاب محمود بن سُبُكْتِكين إلى الخليفة يُخبره أنه أوغل في بلاد الهند، وعنوان الكتاب: عبدُ مولانا الإمامِ القادرِ بالله أميرِ المؤمنين وصنيعتُه محمودُ بنُ سُبُكْتِكين … وذكر كلامًا طويلًا، ثم وصف البلاد التي وصل إليها، قال: ومن جملتها: إنَّ العبد وصل إلى قلعةٍ ليس لها في الدنيا نظير، وبها كلُّ جليل وخطير، تسَعُ خمسَ مئة ألف إنسان، وخمسَ مئة فيل، وعشرينَ ألفِ دابة، ومن الطعام والعلوفة ما يقوم بهذا العدد، وأنه حصرها مدةً حتى طلب مَلِكُها الأمان، ووضع عليه [محمودٌ] خَراجًا يؤدِّيه في كلِّ سنة، وأنه حمل إلى محمود هدايا عظيمةً، ومن جملتها طائرٌ على هيئة القُمْريِّ، ومن خاصيته [أنه] (١) إذا حضر على الخُوان طعامٌ مسمومٌ دمعَتْ عينُه وجرى منها ماءٌ فيتحجَّر، وإذا حُكَّ وطُليَتْ به الجراحاتُ ذاتُ الأفواهِ الواسعةِ التحمت.

وفيها وَزَرَ أبو القاسم المغربيُّ لمؤيِّد الملك بعد الرُّخَّجي، وكان المغربي مشغولًا بالنحو [وعلم البصريين]، فقال شاعر: [من المجتث]

وَيلي وعَوْلي ووَيهِ … لدولة ابني بُوَيهِ

سياسة الملك [ليست] (٢) … ما جاءَ عَنْ سِيبَوَيهِ (٣)

وفيها قُتِلَ عِزُّ الدولة فاتك النائب بحلب، قد ذكرنا أن [ستَّ الملك] أخت الحاكم سعَتْ في قتله.

وفيها عادت دولةُ بني أمية إلى الأندلس بعد أن انقطعت سبعَ سنين من المُحرَّم سنة سبع وأربع مئة إلى رمضان هذه السنة، وسببُ عَوْدِها أنَّ عليًّا والقاسم اللَّذَين ذكرنا أنهما قتلا سليمان بن الحكم الأموي في المُحرَّم سنة سبع وأربع مئة، وكانا من ولد الحسين بن علي ، ويُلقَّب عليٌّ بالناصر، ويقال له: ابن حمود الفاطمي، قتله عبيده في الحمَّام سنة ثمان وأربع مئة، فكانت ولايتُه سبعةَ أشهر، وبايعوا أخاه


(١) ما بين حاصرتين من جمغ النسخ سوى (خ).
(٢) هذه الكلمة سقطت من (خ)، وهي في باقي النسخ، ولا يستقيم الوزن من دونها.
(٣) هذا الخبر واللذان قبله في المنتظم ١٥/ ١٥٨ - ١٥٩.