للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى ابن أبي الدنيا بإسناده إلى ابن أبي ليلى قال: كان معاذ بن عَفراء لا يَدع شيئًا إلا تصدق به، فلما وُلد له مولودٌ استشفعت إليه امرأتُه بأخواله، فكلّموه وقالوا: إنك قد أَعَلْتَ، فلو جمعتَ شيئًا لوَلَدك، فقال: إن نَفْسي قد أبتْ إلا أن تَستترَ بكلِّ شيءٍ أجده من النار. فلما مات ترك أرضًا إلى جَنْب أرضٍ لرجل، فاحتاج إليها جارُه، فباعها وليُّ صبيانه بثلاث مئةِ ألف درهم، وكانت تُساوي عشرة دنانير (١).

ذكر أولاده: قال ابن سعد: كان له من الولد عُبيد الله، وأمُّه حَبيبة بنت قيس بن زيد، من الأوس، والحارث وعوف وسلمى، وهي أمُّ عبد الله، ورَمْلة، وأمُّهم أمُّ الحارث بنت سَبْرة بن رِفاعة، من بني النّجّار، وإبراهيم وعائشة، وأمُّهما أمُّ عبد الله بنت نُمَير، من جُهَينة، وسارة، وأمُّها أمُّ ثابت، وهي رَمْلة بنت الحارث بن ثعلبة، من بني النجّار (٢).

وليس في الصحابة مَن اسمُه معاذ ويُنسب إلى أمِّه عفرء غيرُه.

وذكر جدّي في "المنتظم" (٣) أنه توفي في هذه السنة، ولم يذكر ابن سعد تاريخَ وفاته بل قال: تُوفّي معاذ بن الحارث بعد قتلِ عثمان بن عفان؛ أيّام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، وله اليوم عَقِب (٤).

ذكر أمِّه عَفْراء: قال ابن سعد: وهي عَفْراء بنت عبيد بن ثَعْلبة بن غَنْم بن مالك بن النجّار، وأمُّها الرعاة بنت عديّ، من بني النجّار، تزوّجها الحارث بن رِفاعة، فوَلَدت له معاذًا ومعوّذًا وعوفًا، وشهدوا بدرًا، أسلمت وبايعتْ رسول الله (٥).

وليس في الصحابيات مَن أسمُها عفراء سوى اثنتين: إحداهما هذه، والثانية عفراء بنت السَّكَن بن رافع، أنصارية أيضًا (٦).


(١) المنتظم ٥/ ٧٣ - ٧٤، وصفة الصفوة ١/ ٤٧٢ - ٤٧٣.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٤٥٦.
(٣) ٥/ ٧٣.
(٤) طبقات ابن سعد ٣/ ٤٥٦، وانظر في ترجمته: الاستيعاب (٢٢٧٢)، والاستبصار ٦٥، والسير ٢/ ٣٥٨، والإصابة ٣/ ٤٢٨.
(٥) طبقات ابن سعد ١٠/ ٤١٢.
(٦) تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٣٩.