للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقْوَتْ مغانيهم (١) بشطِّ الوادي … فبقيتُ مقتولًا بذاك النادي (٢)

وسكرتُ من خمرِ الفراقِ فرقْرَقَتْ (٣) … عيني الدُّموعَ على غناءِ الحادي

قالتْ وقد ساءلتُ عنها كلَّ مَنْ … لاقَيتُه من حاضرٍ أو بادي

أنا في فؤادك فارمِ طرفَكَ نحوَهُ … تَرَني فقلتُ لها وأينَ فؤادي

ومن شعره أيضًا: [من الطويل]

أرى حضرةَ السُّلطانِ تقضي عُفاتُها … إلى روض مجدٍ بالسماحِ يجودُ

فكم لجباهِ الرَّاغبين لديهِ مِنْ … مجالِ سجودٍ في مساجد جودُ

وقال: [من الطويل]

زكاةُ رؤوسِ الناسِ في عيدِ فِطْرِهم … بقولِ رسولِ الله صاعٌ من البُرِّ (٤)

ورأسُكِ أغلى قيمةً فتصدَّقي … بفيكِ علينا فَهْوَ صاعٌ من الدُّرِّ

وقال: [من الطويل]

وإنَّ اغترابَ المرءِ من غيرِ فاقةٍ … ولا حاجةٍ يسمو لها لَعجيبُ

وحسبُ الفتى ذُلًّا وإنْ أدركَ الغنى … وقد نال ملكًا أن يُقال غريبُ

ومن نثره يصف رجلًا:

اكتحلَتْ بغرَّتِه الزهراء، واستضاءت بزهرتِه الغَرَّاء.

وقال: له هممٌ تنطحُ الجوزاء بالقِمم، ومحلُّ يعصر عنقودَ الثريا تحت القدم.

وقال: الكريم مرتجى، إن أساء بأنه يرتجى، وسالزم حاجبَه حتى يقضي من حقي واجبَه، ولا أُفارق حضرتَه حتى يفارق الآسُ خضرتَه.

وبلغه عن إنسان تهديد قال: أمَّا تهديدُ فلان وإيعادُه وإبراقُه وإرعادُه فما أولاه بأن ينساني، ويتركَ في الغد لساني، فلستُ بالذي يتضعضع من سنانه، ولا يتقعقع من شنانه، وكيف أُجرب ذُباب السيف على ذُباب الصيف.


(١) في معجم الأدباء: معاهدهم.
(٢) في معجم الأدباء: بشط الوادي.
(٣) في معجم الأدباء: ورقَّصت.
(٤) في (ب): والتمر.