سمَّاه عبدَ اللَّه، فأتى به النبيَّ ﷺ، فحنّكه بيده، ودعا له، وعبدُ اللَّه هو الذي يُلَقَّب بَبَّه.
وقال الواقدي: ولَّى أبو بكر وعمر وعثمان الحارث بن نوفل مكة، وتزوَّج دُرَّة بنت أبي لهب، وسكن المدينة، ثم انتقل إلى البصرة، واختطّ بها دارًا، ونزلها في ولاية عبد اللَّه بن عامر، ومات في آخر خلافة عثمان، وكان له أولاد، منهم: عبد اللَّه ومحمد الأكبر وربيعة وعبد الرحمن ورَمْلة وأم الزُّبير، وأم الجميع هند بنت أبي سفيان ابن حرب، وأمُّها أم عمرو بنت أمية.
فأما عبد اللَّه فسبب لقبه أن أمَّه كانت تُرقّصه وتقول:[من الرجز]
لأُنكِحَنّ بَبَّهْ
جاريةً خِدَبَّهْ
عَظيمةً كالقُبَّهْ
إذا بدتْ في نقبهْ
تَمشُط رأسَ لعبهْ
تحبُّ أهلَ الكَعبةْ
كريمةً في النِّسبهْ
مُكرَمَةً مُحَبَّهْ
قال عمرو بن دينار: قدم بَبَّة مكة، فجاء ابنَ عمر، فسلَّم عليه فلم يَبَشَّ به، فقال له: أما تعرفني؟ قال: بلى ألستَ بَبَّة، فشق عليه، وتضاحك القوم، ففَطِن ابنُ عمر، وقال: ليس هذا يَعيب الرجلَ الحادر يُقال له: بَبَّة (١).
وكان بَبَّة قد سفر بين الحسن ومُعاوية في الصُّلح، وسأل معاويةَ أن يُولِّيه فقال: لام ألف، فنزل عبد اللَّه البصرة مع أَبيه، فلما مات يزيد بن معاوية، ووثب أهل البصرة على عبيد اللَّه بن زياد واختفى، بايع أهلُ البصرة بَبَّة حتى يجتمعَ النَّاس على إمام، فأقام عليهم شهورًا، ثم قال: ولُّوا أمرَكم مَن شئتم، فأمَّروا عليهم عمر بن عبيد اللَّه بن معمر
(١) المعرفة والتاريخ ٣/ ٣٧٣، وتاريخ دمشق ص ١٠٠ (مجمع اللغة، عبد اللَّه بن جابر - عبد اللَّه بن زيد)، وفيهما: إن الذي قلت لا بأس به، ليس يعيب الرجل، إنما كان غلامًا نادرًا. . .