للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التَّيمي، وأقام بَبَّة بالبصرة إلى زمن الحجَّاج [ثم خرج مع عبد الرحمن بن الأشعث، فلما هُزم ابن الأشعث خاف بَبَّة الحَجَّاج]، فهرب إلى عُمان، فمات بها في سنة أربعٍ وثمانين، وهو شيخٌ كبير في أُذُنه ثِقل.

وكان لعبد اللَّه بَبَّة ولدٌ اسمُه عبد اللَّه، ويقال له: الأرجوان لحُسنه، وكنيتُه أبو يحيى، خرج مع سليمان بن عبد الملك إلى الحج، فقتلته السّموم وحرُّ الشَّمس بالأَبواء سنة تسعٍ وتسعين، فصلَّى عليه سُليمان، وحَزِن عليه.

وأما عبد اللَّه بن نوفل بن الحارث فوُلد على عهد رسول اللَّه ، ولم يَحفظ عنه شيئًا، وكان يُشبه رسول اللَّه ، ووَلي قضاءَ المدينة لمعاوية، ومروان واليًا على المدينة، وقال أبو هريرة: وهو أولُ قاضٍ رأيتُه في الإِسلام بها.

قال ابن سعد: وأهلُه ينكرون هذا، مات سنة أربعٍ وثمانين، وقيل في أيام مُعاوية.

وأما المغيرة بن نوفل فإنه وُلد على عهد رسول اللَّه بمكة، وقيل لم يُدرك من حياة رسول اللَّه سوى ستّ سنين، وكنيته أبو يحيى، وابنه يحيى من أُمامة بنت أبي العاص، وأمها زينب بنتُ رسول اللَّه كان قد تزوّجها بعد عليّ ، وقيل إن عليًّا أوصاه أن يتزوَجها خوفًا لا يتزوَّجها معاوية.

روى المغيرة الحديث عن رسول اللَّه ، وقيل: إنه لم يسمع منه، فحديثُه مُرسَل، وكان قاضيًا في زمن عثمان ، ولما ضرب ابنُ مُلْجم عليًا كرم اللَّه وجهه، وخاف النَّاس منه، حمل عليه المغيرة بقَطيفة، فرمى بها عليه، واحتمله فضرب به الأرض، وقَعد على صدره، وأخذ السيفَ منه، ثم حمله إلى الحبس.

قال الواقدي: وولَّاه الحسن الكوفة، وسار إليه معاوية وهو عليها، وأعقب المغيرة أولادًا فُضلاء، فوُلد له عبد اللَّه بن المغيرة، وكُنيته أبو محمد، مات في أيام عمر بن عبد العزيز، وإسحاق بن المغيرة، وابنُه لوط بن إسحاق، كان عالمًا زاهدًا عابدًا فقيهًا، مات في أيام أبي جعفر المنصور، وابنُه محمد بن لوط كان عالمًا فقيهًا، مات في أيام أبي جعفر أَيضًا، وعبد الملك بن المغيرة بن نوفل، وُلد له يزيد بنُ عبد الملك، وكُنيته أبو خالد، كان فقيهًا فاضلًا.