للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واجتمع يونس وعبد الله بنُ عَوْن، فتذاكرا الحلال، فكلاهما قال: ما في بيتي درهم حلال. وقال هشام بنُ حسَّان: ما رأيتُ أحدًا يطلبُ العلم لله إلا يونس بنَ عُبَيد.

ومرض يونس فقال أيوب السّخْيياني: ما في العيش بعدكَ من خير.

وقال حمَّاد بنُ زيد: قال لنا يونس بنُ عُبيد: احفظوا عني ثلاثًا: [لا يدخلنَّ أحدُكم على سُلطان يَعِظه، و] (١) لا يخلوَنَّ [أحدكم] بامرأؤ شابة وإن أقرأها القرآن، ولا يمكننَّ [أحدكم] سمعَه من ذي هوى.

وجاءه رجل يشكو الفقرَ والحاجةَ، فقال له: أيسرّكَ ببصرك الذي تبصرُ به مئةَ ألف؟ قال: لا. [قال:] فبسمعكَ الذي تسمع به؟ قال: لا. قال: فبعقلكَ الذي تعقلُ به؟ قال: لا. وجعل يعدِّد أعضاءه. ثم قال: أرى لك [مئين] ألوفًا وأنتَ تشكو الحاجة!

وقال: ما شبَّهتُ طالب الدنيا إلا برجلٍ نائم رأى في منامه ما يكره وما يحبّ، ثم انتَبَه وهو على ذلك.

وقال إسحاق بنُ إبراهيم: نظَرَ يونس إلى قدميه لما احتضر وبكى، وقال: ما اغبرَّتا في سبيل الله.

أسند عن نس بن مالك، وعكرمة، والحسن، وابن سيرين، وكان عالمًا، زاهدًا، عابدًا، ورعًا، ثقةً، كثير الحديث، ومات سنة أربع وثلاثين، وقيل: سنة تسع وثلاثين ومئة (٢).

* * *


(١) صفة الصفوة ٣/ ٣٠٧، وما بين حاصرتين منه.
(٢) الطبقات الكبرى ٩/ ٢٥٩، وحلية الأولياء ٣/ ١٥ - ٢٣، وما سلف بين حاصرتين منه.