للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورقَّاني إلى المنبر، فأوردتُ الكلمات، [وحُزر الجمع يومئذٍ فكانوا خمسين ألفًا. وكان يورد الأحاديث بأسانيدها، و ينصر] (١) أهلَ السُّنَّة، ويقول: أنا علوي بَلْخي، ما أنا علوي كَرْخي. [وسمعت منه الحديث وأجازني] (١) وأنشدنا يوم وداعه [أبياتًا من الشعر ذكر أنها] (١) لأبي القاسم النَّيْسابوري [وأنَّه سمعها منه] (١): [من المتقارب].

سرُوري من الدَّهْرِ لُقْياكُمُ … ودارُ سلاميَ مَغْناكُمُ

وأنتمُ مدى أَمَلي ما حَيِيْتُ … وما طابَ عيشيَ لولاكُمُ

جَنابكُمُ الرَّحْبُ مرعى الكرامِ … فلا صَوَّحَ الدَّهْرُ مَرْعاكُمُ (٢)

كأَنَّ بأيديكُمُ جَنَّةً … ونارًا فأرجو وأخشاكُمُ

فَحيَّاكُمُ اللهُ كَمْ حَسْرَةٍ … أراني فِراقُ محيَّاكُمُ

حشا البينُ يوم افْتَرَقْتَ حشاي … بنار الهمومِ وحاشاكُمُ

فيا ليت شِعْري ومَنْ لي بأَنْ … أعيشَ إلى يوم أَلْقَاكُمُ

إذا ازْدَحَمَتْ في فؤادي الهمومُ … أُعَلِّلُ قلبي بذكراكُمُ

تَوَدُّ جفونيَ لو أَنَّها … مناخٌ لبعض مطاياكُمُ

وأسْتنْشقُ الرِّيحَ مِنْ أرضكُمْ … لعليَ أَحْظَى برؤياكُمُ

فلا تَنْسَوا العَهْدَ ما بيننا … فلسنا مَدَى الدَّهْر ننساكُمُ

فها أنتمُ أولياء النَّعيمِ … وها أنا بالرِّزْق مولاكُمُ

وخرج العلوي من بغداد في ربيع الآخر [من هذه السنة] (٣).

[وفيها استولى أتابك طُغْتَكين على مدينة تدمر، وأخذها من المتغلِّبين عليها، وجعلها لشهاب الدِّين محمود بن تاج الملوك بوري، وسلَّمها إليه، فتوجَّه إليها، وأقامَ بها، وبَعَثَ صاحب مِصر إلى أتابك طُغْتِكين الخِلَع السَّنية، والتُّحف المِصرية.

وذكر أبو يعلى بن القلانسي: وقال: وفي هذه السنة استفحلَ أمر بَهْرام داعي الباطنية، وعَظُمَ خَطْبُه في حلب والشَّام، وهو على غايةٍ من الاستتار والاختفاء، وتغيير


(١) ما بين حاصرتين من (م) (ش).
(٢) في (ع): مغناكم، وهو خطأ، والمثبت من "المنتظم": ٩/ ٢٦٠.
(٣) "المنتظم": ٩/ ٢٥٩ - ٢٦٠، وما بين حاصرتين من (م) (ش).