للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها صُرِف خالي أبو محمَّد يوسف من الحِسْبة والنظر في الوقف العام، وَرُدَّ ذلك إلى شرف الدين بن البخاري، فولى أبا البركات يوسف بن المبارك بن هبة الله الحِسْبة والوقف العام] (١).

[وفيها كانت نوبة سامة الجِيلي] (١)، اجتمع العادل وأولاده: الكامل والفائز والمُعَظَّم بدمياط، وكان سامة بالقاهرة قد استوحش منهم، واتهموه بمكاتبه الظاهر صاحب حلب، [وحكى لي المعظم أنه] (١) وَجَدَ له كُتُبًا إليه وأجوبة، فخرج سامة من القاهرة كأنَّه يتصيَّد [واغتنم اجتماع الملوك بدمياط،] (١) وساق إلى الشَّام في مماليكه يطلب قِلاعه: كوكب وعجلون، وكان ذلك يوم الاثنين سَلْخ جُمادى الآخرة، فأرسل والي بِلْبِيس الحَمَامَ إلى دِمْياط يخبرهم بذلك، فقال العادل: مَنْ ساق خَلْفه فله أموالُه وقلاعه، فقال المعظم: أنا. وركب من دمياط يوم الثلاثاء غُرَّة رجب.

قال المصنف : وكنتُ معه، فقال في: أنا أُريد أَنْ أسوق، فَسُقْ أنتَ مع قُماشي. ودفع لي بغلة، وساقَ ومعه نفرٌ يسير، وعلى يده حصان، فكان صباح يوم الجمعة بغَزَّة، [ساق مسيرة ثمانية أيام في ثلاثة أيام] (١)، فسبق سامة، وأما سامة فتقطَّع عنه مماليكه، وبقي وَحدَه، وبه نِقْرِسٌ، فجاء إلى بلد الدَّاروم، وكان المُعَظَّم قد مسك عليه من البحر إلى الزَّرْقاء، فرآه بعضُ الصَّيَّادين في برية الدَّاروم، فعرفه، فقال له: انزل، فقال: هذه ألفُ دينار وأوصلني إلى الشَّام. فأخذها الصَّيَّاد وجاء رفاقه، فعرفوه، فأخذوه على طريق الخليل ليحملوه إلى عجلون، فدخلوا به القُدْس يوم الأحد سادس رجب، جاء بعد المعظم بثلاثة أيام. [(٢) فقال لي المعظم : ما كنتُ خائفًا إلا من غلمانه يصادفوني في الطَّريق، فيقتلوني، لو رماني إيدكين بسهم قتلني]، فملَّكه الله إيدكين والجميع.

فأنزل سامة في صِهْيَوْن، وبعث إليه بثيابٍ وطعام، ولاطفه وراسله، وقال: أنتَ شيخٌ كبير، وبك نِقْرِس، وما يَصْلُح لك قلعة، سَلِّمْ إليَّ كوكب وعجلون، [وأنا] (١) أحلف لك


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) في (ح): قال المصنف : قال لي المعظم : كنت خائفًا أن يصادفني في الطريق غلمانه فيقتلوني بسهم قتلني … ، وما بين حاصرتين من (م) و (ش).