للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلانًا عاش في الملك كذا وكذا سنة، وخلف في غدير الذهب كذا وكذا لبنة. وكانوا يتوارثون ذلك ويفتخرون بمن تطولُ أيامه ويكثر لبنه.

ومنها: أَطَمة (١) بساحل الهند بين مملكة شروان والمهراج، يخرج منها نفط أبيض وليس في العالم نفط أبيض لممواه، وعندها نار لا تخمد ليلًا ولا نهارًا، وليس في آطام الأرضِ أعظم منها، وتضيء في الليل منها نارٌ تُرى في البحر الشرقي من مئة فرسخ، وتقذف بجمرٍ كالجبال وقطعٍ من الصخور في الهواء، ثم تنعكس سفلًا فتهوي في قعرها وهي سود وحمر لما نالها من الحوارة. وقال الجوهري: والأُطُم (٢) مثل الأُجُم -جمع أَجَمة.

ومنها: بطة من نحاس على عمود من نحاس بين الهند والصين في أرضٍ يقال لها: كثار. حكى جدي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إذا كان يوم عاشوراء مدَّت عنقها إلى نهر تحتها فتشرب منه ثم تعود إلى مكانها وتفتح منقارها فيفيض منه من الماء ما يكفي ساكني تلك البلاد وزروعهم ومواشيهم إلى مثل عاشوراء مثل ذلك اليوم في السنة القابلة (٣).

ومنها: قنطرة بين السوس وجندي سابور، ذكرها في "المسالك" وقال: هي على وادي منه أنهار جندي سابور والسوس، وطول القنطرة أربع مئة ذراع بناها سابور، وأساسها في الأرض ثلاثون ذراعًا، وارتفاعها في الهواء مئة ذراع، وبين صخورها الرصاص مصبوب، وفيها نيف وعشرون طاقًا، كلّ طاقٍ عشرة أذرع، يخرج من تحت القنطرة نيف وثلاثون نهرًا تسقي رستاق السوس وجندي سابور ولا ينقص الماء (٤).

ومنها: ما ذكره ابن حوقل في "صفة الدنيا" فإنه قال: الخزر اسم إقليم، وقصبته تسمى: إتل، وإتل أيضًا اسم النهر الذي يجري إليها من الروس وبلغار ويصبّ في بحر الخزر، وقد ذكرناه، واسم ملكهم أيضًا إتل، وقصره مبني بالجصّ والآجر، ولا يسمح


(١) الأطمة مثل الأجمة: الحصن. "تاج العروس" (أطم).
(٢) في (ب) و (ل): والأطمة، والمثبت من (ط) و"الصحاح": (أطم).
(٣) "المنتظم" ١/ ١٦٤ - ١٦٥، و"التبصرة" ٢/ ١٨٩.
(٤) "المسالك والممالك" ص ٤٣.