للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الاثنين سابع ذي الحجة مضَتْ والدة الخليفة وعمَّتُه إلى دار المملكة إلى خاتون، فنزلت إليهما وخدمَتْهُما، وضربت لهما سرادقًا إلى الدار، وصعدتا إلى الدار، ثم نزلتا وهي معهما، وانحدرت إلى دار الخليفة، وحمل السلطانُ إلى الخليفة عشرين ألف دينار، ومئة وخمسين ثوبًا ديباجًا وخيلًا.

وفيه وصل نظام الملك إلى حضرة الخليفة في الليل، والتقاه أبو شجاع الوزير، والخدمُ والخواصُّ، وبين يديه الشموع، والخليفةُ جالسٌ في الشُّبَّاك، فقبل الأرض مرارًا، وسأله تقبيلَ يده، فأخرجها الخليفةُ من الشُّبَّاك فقبلها ووضعها على عينيه، وخاطبه بما شرح به صدرَه، وأدى رسالة السلطان وانصرف.

وفيه استغاثت امرأة إلى السلطان وقالت: صَعِد البارحةَ فراشٌ أعجميّ سطحي وهو نازلٌ في جواري، فانتهرتُه وقلت له: لئِنْ لم تنزل لأستغيثَنَّ غدًا إلى السلطان. فسبَّ السلطان، وغصبني على نفسي. فسيَّر مَنْ أحضره، فقال: اخصوه؛ لما فعل بها، واقطعوا يدَه ورِجلَه؛ لِتَسلُّقه عليها، ولسانَه؛ لذِكْرِه لنا. ففُعِلَ ذلك به، وحُمِلَ إلى المارستان، فمات بعد ثلاث.

قال المصنف : هذا آخر تاريخ محمَّد بن هلال الصابئ، ويُسمى "عيون التواريخ".

وفيها خلع الخليفةُ على زعيم الكُفاة أبي منصور بن المفرِّج، وقلَّده المظالم، وأزال المُكوس، وأخرب المواخير، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر.

وخرج المقتدي يومًا يتمشَّى في داره وفيها صناع، وإذا بثلاثة قد جاؤوا إليه، فقبَّلوا الأرض، فخاف منهم وقال: ما أنتم؟ قالوا: مظلومون، ولنا على هذا الباب ثلاثة أشهر، ما كان لنا مَنْ يوصِلُنا، فتحلَّينا ودخلنا في صورة روزجاريَّة. قال: ومَنْ ظلمكم؟ قالوا: ابن زريق ناظر واسط. فتقدَّم من ساعته بإيضاح الحال، فإن كان كما قالوا فيُعزلُ ابنُ زريق ويصعد مُنكَّلًا به، ثم تقدم إلى صاحب المظالم أن لا يكتم عنه حال أحدٍ من الرعية (١).


(١) الخبر في المنتظم ١٦/ ٢٥٦ - ٢٥٧.