للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها في ربيع الأول انتظم الصُّلْحُ بين أبي المعالي بن سيف الدولة وبين قرغويه، وأقاما الخطبة بحلب للمُعزّ، وبعث إليهما جوهر القائد بالأموال والخِلَع.

وفي رجب جاء أبو تَغْلب بن ناصر الدولة من الموصل، فحَصر حَرَّان شهرًا فلم يقدر عليها، وأفسد أصحابُه ثمارَها وزَرْعَها، وقَلَّت المِيرةُ عنده، فخرج إليه المحسن بن أبي عبيد الله العلوي والحسن بن صغير من حيث لم يعلم أهل البلد، فأخذا لهم أمانًا، ودخل أبو تغلب وإخوته يوم الجمعة إلى حَرَّان، فصلَّوا الجمعة وخرجوا إلى العسكر، وجعل أبو تغلب الخيار إلى أهل حَرّان فيمَن يولّي عليهم، فاختاروا سَلامة البَرْقَعيديّ لحُسن سيرته فولاه، ثم رجع أبو تغلب إلى الموصل، وأخذ معه أربعين من أحداث حران (١).

وفي ربيع الآخر نادى الهَجَريّون: لا يخرجْ من البصرة قافِلة، ولا من الكوفة، ولا إلى مكة، ومَن خالف فلا ذِمامَ له.

وفيها صُرف القاضي أبو بكر أحمد بن سيَّار عن القضاء في حَريم دار السلطان، ورُدَّ القضاء إلى أبي محمد بن مَعروف، وتقلَّد ابن سَيّار القضاء بطريق خُراسان مضافًا إلى ما كان بيده.

وفيها كتب جماعة من أهل مَيّافارِقين إلى أبي تغلب بتسليم ميافارقين إليه، وعلمت والدةُ أبي المعالي، فجمعت أهلَ البلد عندها، واعتقلت منهم جماعة، وجدَّدت الأيمانَ عليهم لولدها، وكان بالشام يُصلح الحال.

وفيها استوزر بختيار أبا الفرج محمد بن العباس بن فَسَانْجس الشِّيرازي، وخلع عليه، وسلم إليه الكتاب والدواوين، وكان قد ضمن له سبعة آلاف ألف درهم، فأخذها من الكُتّاب، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصَّابئ، أخذ منه مئتي ألف درهم، ومن الحاشية بأسرهم، ثم انحدر إلى واسط والبصرة والأهواز على تسع مئة ألف درهم، وصادر عامل واسط والبصرة، وأخذ خطوطهم بستة آلاف ألف درهم، وجمع أموالًا عظيمة، وكتب إلى بختيار أنه قد خان، فقبض عليه وعلى أهله وأسبابه، واعتقل في البصرة (٢).


(١) هذا الخبر ليس في (ف م م ١)، ولم أقف على تفصيله لغير المصنف.
(٢) من قوله: وفيها صرف القاضي … إلى هنا ليس في (ف م م ١).