للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقام ناعصة، فقرأ نسخة الكتاب على الناس بمشهد من بني أمية، فقام الوليد بنُ عتبة بن أبي سفيان، وسفيان بن الأبرد، ويزيد بن أبي النّمس، وغيرهم، فكذَّبوا ابنَ الزُّبير ونالوا منه، وقالوا: خلع خليفتين. وأثْنَوْا على حسان.

وقام عمرو (١) بن زيد الحكمي، فشتم حسانًا، وأثنى على ابنِ الزبير، وأمرَ الضحَّاك بالوليد بن عُتبة ومن شتمَ ابنَ الزُّبير، فحُبسوا.

وثار جماعة إلى عمرو بن زيد الحكمي، فضربوه، فقام خالد بن يزيد، فصعد مِرْقاتَين من المنبر والضحَّاك في أعلاه، فتكلم خالد بكلام وجيز سكَّن الناس (٢).

ونزل الضحاك، فصلَّى بالناس الجمعة، وجاءت كلب فأخرجوا سفيان بن الأبرد، وجاءت غسان فأخرجوا يزيد بن أبي النمس فقال الوليد بن عتبة: لو كنتُ من كلب أو غسان لأُخرجت. فجاء خالد وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية فأخرجوه (٣) من السجن، وكان معهما أخوالهما من كلب. فكان أهل الشام يسمُّون ذلك اليوم يوم جَيرُون الأول (٤).

ودخل الضحَّاك دارَه، ومكثوا أيامًا (٥)، فخرج الضحَّاك يومًا، فصلى بالناس صلاة الصبح، وذكر يزيد بن معاوية فسبَّه، فقام إليه رجل من كلب، فضربه بِعَصًا، واقتتلَ الناس بالسيوف، ودخل الضحاك دار الإمارة.

وافترق الناس ثلاث فِرَق؛ فرقة زُبيريَّة، وفِرْقة بَحْدَلية؛ هوا هم مع بني حرب، وفرقة لا يُبالون لمن كان الأمر؛ لبني أمية أو لغيرهم، وأرادوا الوليد بنَ عتبة بن أبي سفيان على البيعة، فأبى، وهلك في تلك الليالي.


(١) كذا في (خ)، و"تاريخ" الطبري ٥/ ٥٣٢. وفي (ب) و"أنساب الأشراف" ٥/ ٢٩٦: عمر. وكذا في الموضع الآتي.
(٢) سلف هذا المعنى، وينظر الكلام قبل تعليق.
(٣) كذا في (ب) و (خ). والجادة: فأخرجاه.
(٤) أنساب الأشراف ٥/ ٢٩٦ - ٢٩٧، وتاريخ الطبري ٥/ ٥٣٢ - ٥٣٣. ولم ترد كلمة: الأول، في "أنساب الأشراف". وجاء فيه بعده: وجَيْرون موضع بدمشق عند المسجد.
(٥) رجع الكلام من هذا الموضع إلى ابن سعد وابن عساكر، وهو بنحوه في المصدرين السابقين.