ولم يكن لحسان به طاقة، فنزلَ حسان طبريَّة، وأظهرَ الدعاء لخالد بن يزيد بن معاوية.
ثم سار حسان فنزل الجابية، وانضافَ إليه الحُصين بن نُمير السَّكوني، ومالك بن هُبيرة، ورَوْح بن زِنْباع الجُذامي، وزِمْل بن عَمرو العدويّ، وعبد الله بن مَسْعَدة الفَزَاريّ، وعبد الله بن عِضاه الأشعريّ، ومروانُ بن الحكم، ومعه ابنُه عبد الملك، وهو يومئذ ابن ثمانٍ وعشرين سنة، ومروان لا تمرُّ بباله الخلافة ولا يفكّر فيها، وكان معهم خالدُ بن يزيد [بن معاوية] وعَمْرو بن سعيد الأشدق. وأجابهم قوم من البلقاء وأذرعات (١).
وكان الضحاك بن قيس بدمشق، والنعمان بن بشير بحمص، وزُفر بن الحارث بقِنّسرين قد ضبطوا الشام لابن الزبير، وذلك بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية ولم يبق بالشام من عَصِيَ على ابنِ الزبير إلا حسانُ بن مالك بن بَحْدَل، ومن سمينا معه، وأخذ ناتلُ الجُذامي البيعةَ لابن الزبير على أهل فلسطين.