للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال صالح المُرِّي: وقف مطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير وبكر بن عبد الله المُزَني بعرفة، فقال مطرِّف: اللهم لا تردَّهم اليوم من أجلي، وقال بكر: ما أشرفَه من مقام وأرجاه لأهله لولا أني فيهم (١).

وكانت قيمة كسوة بكر أربعة آلاف، وكانت أمُّه مُوسرةً، وكان زوجها كثير المال، وكان يكره أن يردُّ عليهما (٢) شيئًا.

واشترى طيلسانًا بأربع مئة درهم (٣).

ومرض فدخل الناس عليه يعودونه، فجلسوا، فقال بكر: المريض يُعاد، والصحيح يُزار (٤).

[وكان يخضب بالسواد].

وقال: إذا رأيتَ من هو أكبرُ منك فقل: هذا سبقني بالإيمان والعمل الصالح، فهو خير مني، وإذا رأيتَ من هو أصغر منك فقل: سبقتُه إلى المعاصي، فهو خيرٌ مني، وإذا رأيتَ إخوانك يعظّمونك ويكرمونك فقل: هذا فضل منهم عليّ، وإذا رأيتَ منهم تقصيرًا فقل: هذا بذنب أحدثتُه (٥).

[وفي غير رواية ابن أبي الدنيا: إذا رأيتَ من هو أكبر منك، فقل: عَرَفَ اللهَ قبلي، وإذا رأيتَ من هو أصغر منك، فقل: عصيتُ اللهَ قبله، وإذا رأيتَ من هو مثلك، فقل: أنا من ذنوبي على يقين، ومن ذنوب هذا على شكٍّ] (٦).

وقال حُميد: كان بكر مجابَ الدعوة (٧).


(١) صفة الصفوة ٣/ ٢٤٨. ووقع هذا الخبر في (ص) أواخر الترجمة.
(٢) في (ص): عليها. والخبر في "طبقات" ابن سعد ٩/ ٢٠٩.
(٣) للخبر تتمة في "طبقات" ابن سعد ٩/ ٢٥٩، وهي: فأراد الخياط أن يقطعه، فذهب ليذرّ عليه ترابًا، فقال له بكر: كما أنت. فأمر بكافور فسُحق، ثم ذرّه عليه.
(٤) المصدر السابق ٩/ ٢١٠.
(٥) حلية الأولياء ٢/ ٢٢٦. ونُسب الخبر في (ص) لابن أبي الدنيا.
(٦) الخبر بين حاصرتين من (ص).
(٧) حلية الأولياء ٢/ ٢٣٠. ونُسب القول في (ص) إلى صاحبه أبي نُعيم.