للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرج ابنُ القشيري إلى الحج، وسكنت الفتنة، وكتب ابنُ أبي الصقر إلى نظام الملك يقول: [من مجزوء الرمل]

يا نظامَ المُلْكِ قد … حُلَّ ببغدادَ النِّظامُ

عَظُمَ الخطبُ ولِلْـ … ــحربِ (١) اتصالٌ ودوامُ

وابنُكَ القاطِنُ فيها … مستهانٌ مُسْتضامُ

وبها أَودى له قَتْـ … ـــلًا غلامٌ وغلامُ

والذي منهم تبقى … سالمًا فيه سهامُ

يا قِوامَ الدِّين لم يَبْـ … ـــقَ ببغداد مقامُ (٢)

فمتى لم تحسمِ الدا … ءَ بكفَّيكَ الحسامُ

ويكفُّ القومَ في بغْـ … ــدادَ فتْكٌ وانتقامُ

فعلى مدرسةٍ فيـ … ـــها ومن فيها السَّلامُ

ولمَّا وقف نظام الملك على الرُّقعة حنق على ابن جَهير، وقد كان النظام يعلم ميل الخليفة إلى الحنابلة وبُغضَه للأشاعرة، ولكنَّه كان يستأثر الأمور، لا يمكنه أن يصرِّح بذلك، وكان في الباطن يُحرِّض ملك شاه على الخليفة الوزير.

وفيها أزال الخليفة المواخير، ونفى المفسدات وكانت مغلة الشحنة، فأعطاه من عنده ألف دينار.

وفي ذي القعدة خرج أبو طالب بن أبي تمام الزينبي إلى مكة لأخذ البيعة للخليفة والسلطان، وخرج معه خطلج أدراز أمير الكوفة، وكان ذلك مخالسةً، وما علم به من أصحابه إلا رجلان أو ثلاثة، فتبعوه، وحجَّ وعاد مع الزينبي، وخلعا على أمير مكة.

وفي ذي القعدة بعث سابق بن محمود بن الزَّوقلية صاحبُ حلب إلى أنطاكية بأحمد شاه والتركمان الذين معه وعدد كثير من بني كلاب وأحداث حلب، فحصروها، فبلغ الخبزُ بها رطلين بدينار، وقرَّروا عليه مئةً وخمسين ألف دينار، وقبضوها وعادوا عنها.


(١) في الأصل (خ): عظم الحرب والخطب، والتصويب من الكامل ١٠/ ١٠٩، وتاريخ الإسلام ١٠/ ٣١١، وغيرهما.
(٢) في الأصل (خ): قوامُ، والمثبت من المصادر السابقة.