للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وهذا إسماعيل كان فاضلًا من الفضلاء، قال ابن الطحَّان أيضًا:]

قال إسماعيل: قرأتُ بدمشق على قصرٍ لبني أميَّة: [من الخفيف]

ليت شِعري ما حالُ أهلِكَ يا قَصُـ … ـر وأين الذين عَلَّوا بِناكا

ما لأربابِكَ الجبابرةِ الأمـ … ـلاك شادوك ثمَّ حَلَّوا سِواكا

الزُهدٍ يا قصرُ فيك تحامَوكَ … ألا تُبْتَتَى ولستَ هُناكا

ليتَ شِعري وليتني كنتُ أدري … ما دَهاهم يا قصرُ ثمَّ دَهاكا

ليت أنَّ الزَّمان خَلَّف منهم … واحدًا مُخْبِرًا فأعلم ذاكا

وتحته مكتوب: [من الخفيف]

أيها السَّائلُ المُفَكِّرُ فيهم … ما إلى ذا السُّؤالِ قل لي دَعاكا

أَوَ ما تَعرف المَنونَ إذا حلَّتْ … دِيارًا فلن تُراعي هَلاكا

إنَّ في نفسِك الضَّعيفَةِ شُغلًا … فاعتبرْ وامْشِ فالمنونُ وَراكا

[وقال ابن الطحان: وحدَّثني] إسماعيل قال: قرأتُ على قصرٍ لعبد العزيز بن مروان بحُلْوان؛ مكانًا بمصر: [من الخفيف]

أين ربُّ القَصْرِ الذي شَيَّد … القَصْرَ وأين العَبيدُ والأَجْنادُ

أين تلك الجموعُ والأمرُ والنَّهي … وأعوانُهم وأين السَّوادُ

أين عبدُ العزيز أم أين مروانُ … وأين الحُماةُ والأولادُ

ما لنا لا نُحِسُّهم ونراهم … أترى ما الذي دَهاهم فبادوا

وتحته مكتوبٌ جوابًا عنهم: [من الخفيف]

أيُّها السَّائلُ المفكِّرُ عنهم … كيف بادَتْ جُموعُهم والجيادُ

أين كسرى وتُبَّعٌ قبلَ مروانَ … ومِن قبل تُبَّعٍ شَدَّادُ

أين نُمروذُ أين فرعونُ موسى … أين مِن قبلهم ثَمودُ وعادُ

كلُّهم في التُّراب أضحى رَهينًا … حين لم تُغْنِ عنهم الأجنادُ

إنَّ في الموتِ يا أخي لك شُغْلًا … عن سواه والمَوْقِف الميعادُ (١)


(١) الروض المعطار ١٩٦، ٢٤٢.